مصاصو الدماء هم كائنات خيالية تعيش على دماء الأحياء، وقد برزت هذه الأسطورة في العديد من الثقافات حول العالم. تعتبر الأساطير والقصص التي تحكي عن مصاصي الدماء من أقدم وأشهر القصص في الأدب الشعبي والخيالي.
ظهرت أولى الأساطير عن مصاصي الدماء في الثقافات القديمة، مثل الحضارات البابلية والسومرية، حيث كانوا يُعرفون بكائنات ليلية تتغذى على دماء البشر. وفي أوروبا الشرقية، انتشرت حكايات عن الكائنات الشبيهة بمصاصي الدماء في العصور الوسطى.
تطورت أسطورة مصاصي الدماء بشكل كبير في الأدب الغربي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. أشهر رواية في هذا السياق هي “دراكولا” للكاتب برام ستوكر، التي نُشرت في عام 1897. قدمت هذه الرواية صورة متكاملة لمصاص الدماء كما نعرفه اليوم: مخلوق خالد، يتمتع بقوى خارقة، ويعيش في قلاع مظلمة، ويخشى الثوم والصلبان.
لم تقتصر أسطورة مصاصي الدماء على الأدب فقط، بل انتقلت إلى السينما والتلفزيون وألعاب الفيديو. أصبحت هذه الكائنات جزءًا لا يتجزأ من ثقافة البوب، وظهرت في العديد من الأفلام الشهيرة مثل سلسلة “توايلايت” ومسلسل “بافي قاتلة مصاصي الدماء”. قدمت هذه الأعمال تصويرًا معاصرًا لمصاصي الدماء، حيث تم تصويرهم بشكل أكثر إنسانية وتعقيدًا.
تحمل أسطورة مصاصي الدماء العديد من الرموز والدلالات. فهي تعبر عن الخوف من الموت والأمراض، والرغبة في الخلود والقوة. كما أنها تعكس الصراعات الداخلية للبشر مع الرغبات المحرمة والشهوات.
كاتب وباحث في علوم ما وراء الطبيعة والخوارق
وعلوم القوى المجهولة