في تاريخ 22 يوليو 2025، اجتمع أعضاء نادي القراءة التابع لرابطة أدب الرعب لمناقشة رواية “الجزار” للكاتب حسن الجندي.
دار الحوار حول عدة محاور أساسية تتعلق ببنية الرواية وأبعادها النفسية والاجتماعية، وقد شارك الحضور بآرائهم وتفسيراتهم التي أضاءت جوانب متعددة من العمل.
بدأ النقاش بتحليل شخصية “آدم” قبل المأساة وبعدها، حيث لاحظ الجميع التحول الجذري الذي طرأ عليه؛ من إنسان طبيعي بسيط إلى شخص متوحش لا يحركه سوى الانتقام.
هذا التحول عكس تغيّر نظرته للحياة والأخلاق، حيث أصبحت البشاعة والدم وسيلته للتعبير عن الألم الذي مرّ به.
![]()
ثم انتقل الحديث إلى فكرة الظلم وتأثيره العميق على الأفراد والمجتمعات.
اتفق الحضور على أن الظلم قد يدفع الإنسان إلى حافة الجنون، وقد يحوله إلى وحش لا يعرف الرحمة، في حين أن الضعفاء قد يجدون في الموت مخرجًا أخيرًا من معاناتهم.
تطرق النقاش لاحقًا إلى مسألة الانتقام، وهل يمكن اعتباره وسيلة مبررة للخلاص من الظلم.
معظم المشاركين رأوا في الانتقام الحل الوحيد والأمثل في مثل هذه الظروف، بينما عبّر البعض عن موقف شخصي يرفض مبدأ الانتقام، مؤكدين أنه لا يعكس قناعاتهم الذاتية رغم تفهّمهم لدوافع الشخصية.
أما فيما يتعلق بتشابه الأسماء، فقد أشار الحاضرون إلى مدى خطورة هذا الأمر في الرواية، إذ تسبّب في وقوع كارثة غير متوقعة لشخصية “آدم”، مما يسلط الضوء على هشاشة العدالة حين تُبنى على التشابه لا الحقائق.
![]()
وتساءل الأعضاء عن الرسالة التي أراد الكاتب إيصالها من خلال الرواية، فكانت أبرز التفسيرات أن “الظلم ظلمات”، وأن الإنسان إذا تُرك دون ضمير أو رقابة قد ينحدر إلى أسفل دركات الوحشية، كما أن العالم حولنا قد يبدو كغابة لا ينجو فيها إلا الأقوى.
كما تمت مناقشة الرموز التي تضمّنتها الرواية، وجرى تحليل عدد من الشخصيات والعناصر:
شخصية آدم كانت رمزًا للتحول المدمر نتيجة الظلم، بينما الأم والابنة عبّرتا عن صورة الحياة المستقرة التي تم تدميرها.
أما عناصر الأمن والمبنى الأمني فقد مثّلا بؤرة الشر والانقلاب الذي غيّر مجرى الأحداث. وشخصية “الجزار” كانت رمزًا لمن يقرر أن يطبق القانون بيده حين يغيب العدل، في حين أن مفهوم الانتقام نفسه تحوّل إلى مقياس شخصي للعدالة من وجهة نظر آدم.
![]()
وفي الختام، طُرح سؤال حول عدالة النهاية، وقد اتفق الجميع على أن خاتمة الرواية كانت منصفة وعادلة، باعتبارها تتويجًا منطقيًا لما عاشه البطل من تحولات نفسية ومآسٍ إنسانية.
Share this content:
الحساب الرسمي لإدارة موقع رابطة أدب الرعب
