مصطلح Poltergeist مشتق من الألمانية ويعني حرفيًا “الروح المحدثة للضوضاء” (Poltern = ضوضاء، Geist = روح). ويُستخدم لوصف واحدة من أغرب الظواهر الروحية المسجّلة: وجود كيان غير مرئي يُحدث ضوضاء وحركات مادية مفاجئة، دون وجود سبب طبيعي واضح. تنتشر هذه الظاهرة في الموروث الشعبي الأوروبي، لكنها وُثّقت أيضًا في ثقافات متعددة حول العالم.
تبدأ ظاهرة البولترغايست عادةً بأحداث صغيرة: أصوات طرق خفيفة، أو أشياء تتحرك من أماكنها، أو اهتزاز غير مفسر للأبواب والنوافذ. ومع الوقت، قد تتصاعد لتشمل إلقاء الأجسام في الهواء، أو تعليق الأثاث، أو إصدار أصوات بشرية غامضة. كثير من الشهادات تربط هذه النشاطات بوجود شخص معين في المكان — وغالبًا ما يكون مراهقًا أو شخصًا يعاني من اضطراب عاطفي أو نفسي — مما جعل بعض الباحثين يربطونها بـ “تفريغ طاقة نفسية مضطربة” أكثر من كونها عمل أرواح.
لكن في المعتقدات الروحية، يُقال إن البولترغايست هو نوع من الكيانات الطفيلية التي لا تمتلك نية قتل، لكنها تثير الفوضى وتغذى من خوف ساكني المكان. ولهذا تمثل هذه الظاهرة ما يُعرف بـ “الاجتياح” (Infestation)، وهي مرحلة مبكرة من نشاط كيان سلبي قبل أن يصل إلى مستوى الاستحواذ أو التلبّس.
في حالات كثيرة، تنتهي الظاهرة فجأة كما بدأت، ما يعزز الغموض حولها. وفي تقاليد طرد الأرواح، يُتعامل مع البولترغايست عبر طقوس تطهير المكان: استخدام الرموز الدينية، البخور، الماء المقدس، أو حتى الانتقال من الموقع كله إن استمر النشاط.
تاريخيًا، من أشهر القضايا المرتبطة بهذه الظاهرة: حادثة إنفيلد بولترغايست في السبعينيات بإنجلترا، التي ألهمت أفلامًا وأبحاثًا عديدة حول الظواهر الخارقة.
رمزيًا، يُنظر إلى نشاط البولترغايست كأحد أكثر أشكال الاضطراب الروحي إزعاجًا، لأنه يتلاعب بالواقع المادي دون أن يُظهر وجهه، ويزرع الخوف عبر الفوضى لا العنف المباشر.