EVP – ظاهرة الأصوات الإلكترونية

ظاهرة EVP، أو الظواهر الصوتية الإلكترونية، تُعد من أكثر أشكال النشاط الروحي والميتافيزيقي إثارة للجدل في القرن العشرين وما بعده. يُقصد بها تسجيل أصوات أو همسات غير مسموعة للأذن البشرية عند لحظة التسجيل، ولكنها تظهر لاحقًا عند تشغيل الأجهزة أو تحليل الصوت. وغالبًا ما يُزعم أن هذه الأصوات تعود إلى أرواح أو كيانات غير مرئية تحاول التواصل مع الأحياء.

بدأ الاهتمام بهذه الظاهرة في الخمسينيات، وذاع صيتها بعد تسجيلات قام بها فريدريش يورغنسون، الذي التقط أصواتًا غامضة أثناء تسجيله لأغاني الطيور. ثم واصل كونستانتين راوديف أبحاثه في الستينيات، وأصدر كتابه الشهير “Breakthrough” الذي وضع الظاهرة على خريطة الباراسيكولوجيا. ومنذ ذلك الحين، أصبحت EVP جزءًا أساسيًا من تقنيات “التحقيقات الخارقة” المستخدمة من قبل الباحثين في الأماكن المسكونة.

الأصوات المسجّلة في EVP عادةً ما تكون:

  • همسات قصيرة أو كلمات مفردة.

  • أصوات بشرية مشوشة أو متقطعة.

  • ردود مباشرة على أسئلة المحققين (وفقًا لرواياتهم).

  • أحيانًا أصواتًا حادة أو مشوهة تُفسَّر على أنها “كيانات غير بشرية”.

تُستخدم في هذه الظاهرة أجهزة بسيطة مثل المسجلات الرقمية أو الراديو المفتوح (Spirit Box)، لكن يُعتقد أن السر في البيئة الطاقية لا في نوع الجهاز نفسه. ويقول المهتمون بها إن بعض الأماكن، خصوصًا تلك التي شهدت حوادث مأسوية، تكون أكثر “نشاطًا” وتجذب هذه الأصوات بسهولة أكبر.

في المقابل، يرى العلماء التقليديون أن EVP ليست دليلاً على وجود أرواح، بل ناتجة عن ضوضاء بيئية، تداخلات ترددية، أو ظاهرة pareidolia (ميل الدماغ لتفسير الضوضاء على أنها أصوات مألوفة). ومع ذلك، فإن آلاف التسجيلات من حول العالم لا تزال تثير الجدل حتى اليوم.

رمزيًا، تمثل EVP الرغبة البشرية القديمة في اختراق الحجاب بين الحياة والموت، وجعل التكنولوجيا وسيطًا بين العالمين. سواء كانت تفسيرًا علميًا أو ظاهرة خارقة، فإنها تظل أحد أعمدة ثقافة التحقيقات الروحية الحديثة.

error: Content is protected !!