بعلزبوب هو أحد أشهر الأسماء الشيطانية في التراث الديني والسحري، وغالبًا ما يُشار إليه بـ “أمير الشياطين” أو “ربّ الذباب”. أصله يعود إلى الإله الكنعاني بعل زبوب الذي كان يُعبد في عقرون بفلسطين القديمة. ورد اسمه في سفر الملوك الثاني باعتباره إلهًا وثنيًا طلب منه ملك إسرائيل شفاءه، مما جعله رمزًا لـ “الإله الكاذب” في العهد العبري. لاحقًا، تحوّل الاسم في المسيحية إلى أحد ألقاب الشيطان نفسه.
في اللاهوت المسيحي الوسيط، صُوِّر بعلزبوب كواحد من الثالوث الجحيمي إلى جانب لوسيفر وليفياثان، وأُطلق عليه لقب “أمير الجحيم”. وتصف grimoires الأوروبية مثل Pseudomonarchia Daemonum وLesser Key of Solomon حضوره بأنه خانق، مهيب، يرافقه سرب من الذباب يرمز إلى الفساد والانحلال. ويقال إنه يظهر على هيئة رجل عظيم الحجم له أجنحة أو على هيئة ذبابة عملاقة، وهي الصورة التي جعلته يُعرف باسم “ربّ الذباب”.
ترتبط سلطته في التقليد الغويتي بمجالات الكبرياء، والفساد، والسيطرة السياسية. ويُقال إنه يمنح من يستحضره معرفة أسرار العالم المادي، وإمكانية التأثير على العقول والجموع، مما جعله يُعتبر “شيطان التأثير الجماهيري” أو التحكم الخفي. كما يُعتقد أنه يقود جيوشًا ضخمة من الأرواح في مراتب الجحيم العليا.
في الفلكلور المسيحي، يُربط بعلزبوب أيضًا بـ “النجاسة الروحية” ويُعتقد أنه يهاجم القادة الروحيين أو الأماكن المقدسة لإضعافها. في طقوس طرد الأرواح، يعتبر ذكر اسمه من العلامات الخطيرة التي تدل على وجود تلبّس عالي المستوى.
في الثقافة الحديثة، أصبح بعلزبوب رمزًا للشر الواسع والمنظم، وظهر في العديد من أعمال الرعب والأدب بوصفه كيانًا شيطانيًا لا يُواجه بسهولة.