ظاهرة أضواء جبل براون هي واحدة من أشهر الظواهر الماورائية في الولايات المتحدة، حيث يُشاهد على منحدرات جبل براون في كارولاينا الشمالية توهجات ضوئية غامضة تظهر ليلاً فوق الغابات والوديان. وُصفت هذه الأضواء لأول مرة في القرن التاسع عشر، لكن الروايات المحلية تشير إلى أن السكان الأصليين لاحظوها قبل ذلك بقرون.
يصف شهود العيان هذه الأضواء بأنها كرات متوهجة ذات ألوان صفراء أو بيضاء أو زرقاء، تتحرك ببطء في الهواء، أحيانًا تصعد أو تهبط، وأحيانًا تتلاشى فجأة كما لو كانت تختفي في الفراغ. ويؤكد كثيرون أنها لا تصدر صوتًا، ولا تتبع مسارات طيران معروفة.
الروايات والأساطير الشعبية:
في الفلكلور المحلي، يُقال إن هذه الأضواء هي أرواح محاربين هنود قُتلوا في معركة قديمة، أو أرواح أشخاصٍ يبحثون عن أحبائهم المفقودين. وقيل أيضًا إنها أرواحٌ حارسة للجبال، أو نذير بوقوع الموت أو الكوارث. لذلك، يربط السكان ظهورها بمشاعر الخوف أو الحزن العميق.
التفسيرات العلمية:
-
هناك من يعزو الظاهرة إلى الغازات الطبيعية المنبعثة من المستنقعات والوديان التي تشتعل تلقائيًا.
-
تفسيرات أخرى تشير إلى الانعكاسات الضوئية من سيارات أو قطارات بعيدة، وهي فرضية حاولت السلطات إثباتها في أوائل القرن العشرين.
-
لكن العديد من المشاهدات حدثت قبل وجود المركبات الحديثة، ما أبقى الباب مفتوحًا أمام التفسيرات الغامضة.
الأثر الثقافي:
أصبحت هذه الظاهرة مصدرًا للعديد من القصص الشعبية وأعمال الرعب. ذُكرت في برامج وثائقية، وظهرت في روايات وأفلام، وارتبطت أحيانًا بأساطير تتعلق بالكائنات الفضائية، أو البوابات الطاقية بين العوالم. كثير من الزوار يأتون خصيصًا لمراقبة الأضواء من منصات محددة في الجبل.
رمزيًا، تمثل أضواء جبل براون الحد الفاصل بين العلم والأسطورة، والرهبة التي تولدها الظواهر التي لا تملك تفسيرًا قاطعًا. إنها ليست مجرد أضواء… بل “أرواح الجبل” كما يسميها المحليون.