ظاهرة كليفر هانس (Clever Hans Phenomenon) هي مصطلح في علم النفس المعرفي والسلوكي يُستخدم لوصف المواقف التي يبدو فيها أن كائنًا (إنسان أو حيوان) يمتلك قدرات معرفية أو خارقة، بينما في الحقيقة يكون يستجيب بشكل غير واعٍ لإشارات من البيئة أو من الشخص الذي يطرح الأسئلة.
ترجع هذه الظاهرة إلى قصة كليفر هانس، وهو حصان شهير في ألمانيا أوائل القرن العشرين. ادعى صاحبه أن الحصان يستطيع العدّ، وقراءة الوقت، وحل المسائل الرياضية، وحتى فهم الألمانية. كان هانس يجيب على الأسئلة بالنقر بحافره بعدد صحيح يطابق الإجابة.
أثارت القصة ضجة كبيرة حتى أجريت عليه تجارب علمية من قبل اللجنة الألمانية للتحقيق العلمي. وتبين في النهاية أن الحصان لم يكن يفهم الأسئلة، بل كان يلتقط إشارات لا واعية من الجمهور أو صاحبه (مثل حركات الرأس الدقيقة أو تغيرات في التوتر الجسدي) التي تخبره متى يتوقف عن النقر.
منذ ذلك الحين، أصبحت “ظاهرة كليفر هانس” مصطلحًا مهمًا في:
-
البحث العلمي: لتفسير كيف يمكن للتجارب أن تُعطي نتائج مضلّلة عندما يكون المشارك يلتقط إشارات لا شعورية من الباحث.
-
علم السلوك الحيواني: لفهم كيف تستجيب الحيوانات للمنبّهات الدقيقة بدلًا من الفهم الحقيقي.
-
الظواهر الخارقة: لتفسير بعض “القدرات النفسية” أو “الاتصالات الروحية” التي تكون في الواقع استجابات غير واعية لإشارات بشرية.
في مجال الروحانيات، كثيرًا ما يُستخدم هذا المفهوم لكشف أن بعض الوسطاء أو أدوات الاستبصار لا “تقرأ الأرواح” فعلًا، بل تتغذى على إشارات غير لفظية من الحاضرين — مما يُعطي وهم التواصل مع العالم الآخر.
رمزيًا، تمثل هذه الظاهرة الخط الرفيع بين الإدراك الحقيقي والإيحاء غير الواعي، وتذكيرًا بأهمية التحقق العلمي من الادعاءات الماورائية.