الكرة البلورية هي أداة عرافة ورمز روحي قديم تُستخدم في طقوس الاستبصار والكشف عن الغيب. تتكون عادة من كرة زجاجية أو من الكريستال الصافي، ويُقال إنها تسمح للعراف أو الوسيط بالدخول في حالة وعيٍ متغيرة يرى من خلالها رؤى، رموزًا، أو صورًا من الماضي أو المستقبل أو العالم غير المرئي.
يُعرف استخدام الكرة البلورية باسم Scrying أو “الرؤية الكاشفة”، وهو فن ممارس منذ قرون في ثقافات متعددة — من مصر القديمة وبلاد فارس إلى أوروبا في العصور الوسطى. كانت تُستخدم من قبل الكهنة، العرّافين، والسحرة، وأحيانًا في البلاطات الملكية لاستشارة “الرؤى” قبل اتخاذ قرارات مصيرية.
طريقة الاستخدام التقليدية:
-
يُوضع العرّاف أمام الكرة البلورية في غرفة هادئة ذات إضاءة خافتة.
-
يُركّز بصره في عمق الكرة لفترة طويلة حتى يدخل في حالة أشبه بالتركيز العميق أو التنويم الذاتي.
-
تبدأ الرؤى بالظهور على شكل ضباب داخلي أو صور متقطعة.
-
تُفسَّر هذه الرموز وفقًا للمدرسة الروحية أو السحرية التي يتبعها العرّاف.
في الممارسات السحرية:
يُعتقد أن الكرة البلورية تعمل كـ “مرآة روحية” تعكس الرسائل من العالم الأثيري (Astral Plane)، أو تفتح “بوابة” بين العوالم. ولهذا يسبق استخدامها غالبًا طقوس تنظيف وتحصين (بالبخور أو الدوائر السحرية) لمنع تسلل الكيانات غير المرغوبة.
في علم النفس:
يفسر بعض العلماء الظاهرة بأنها نتيجة للاسترخاء العميق والتركيز البصري المطوّل، ما يؤدي إلى تفعيل خيال الشخص وإنتاج صور من اللاوعي — أي أن الرؤى لا تأتي من مصدر خارجي بل من العقل نفسه.
في الثقافة الشعبية:
أصبحت الكرة البلورية رمزًا كلاسيكيًا في أفلام الرعب والسحر، وغالبًا ما تُصوَّر على أنها وسيلة يتواصل من خلالها العرّاف مع أرواح أو يرى نهايات مأساوية.
رمزيًا، تمثل الكرة البلورية البوابة بين العالم المرئي والعالم الخفي، ومفهوم “الرؤية الباطنية” التي تتجاوز الإدراك الحسي العادي.