Déjà Vu – ديجا فو

ديجا فو هو مصطلح فرنسي يعني حرفيًا “شوهد من قبل”، ويُستخدم لوصف إحساسٍ غريب ومكثّف يُصيب الشخص عند مروره بتجربة يشعر وكأنه عاشها أو رآها مسبقًا، رغم معرفته العقلية بأنها جديدة تمامًا. هذه الظاهرة واحدة من أكثر الظواهر النفسية والميتافيزيقية إثارة للفضول.

 الأصل والمصطلح:
صاغ المصطلح لأول مرة الفيلسوف الفرنسي إميل بوريك عام 1876، ضمن دراسته لتجارب الإدراك غير العادية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت “ديجا فو” موضوعًا للبحث في علم النفس، والدماغ، والفلسفة، وحتى الروحانيات.

 التفسيرات العلمية:

  • نظرية الذاكرة المزدوجة: تشير إلى أن الدماغ يعالج الموقف الجديد مرتين في وقت واحد — مرة بشكل لا واعٍ ثم بشكل واعٍ بعد لحظات، مما يعطي إحساسًا زائفًا بالتجربة المألوفة.

  • خلل في الفص الصدغي للدماغ: بعض الدراسات ربطت الظاهرة بتنشيط مؤقت في المنطقة المسؤولة عن الذاكرة القصيرة والطويلة، فينشأ شعور بالتذكر دون مصدر حقيقي.

  • تشابه المثيرات: قد تنشأ الظاهرة من تشابه بيئة الحاضر مع بيئة عشناها سابقًا، حتى لو لم نتذكرها بوضوح.

 التفسيرات الماورائية:
في التيارات الروحية، يُفسَّر ديجا فو أحيانًا على أنه:

  • لمحة من “القدر” أو المسار الزمني المرسوم سلفًا.

  • استرجاع من حياة سابقة (Reincarnation Memories).

  • تداخل بين الزمنين الواقعي والأثيري، حيث تلتقي الذاكرة الروحية بالواقع الآني.

  • أو “رسالة خفية” من اللاوعي أو المرشد الروحي.

 الأثر النفسي:
رغم أن الإحساس لا يدوم سوى لحظات، إلا أنه قد يترك شعورًا قويًا بالغرابة والارتباك، وأحيانًا يُشعل إحساسًا غامضًا بالقدر أو الارتباط الروحي. وفي حالات نادرة، يتكرر بشكل مزمن ويُعرف بـ déjà vu disorder.

رمزيًا، يمثل ديجا فو الشرخ الصغير بين الزمن والإدراك — اللحظة التي يشعر فيها الإنسان أن هناك ما هو أعمق من التجربة الحسية.

error: Content is protected !!