الرعب هو حالة انفعالية عميقة تجمع بين الخوف الشديد، والصدمة النفسية، والاشمئزاز، وغالبًا ما تنشأ عندما يواجه الإنسان ما يتجاوز قدرته على الفهم أو الاحتمال. يختلف الرعب عن الخوف العادي في أنه لا يهدد الجسد فقط، بل يهزّ النفس والروح ويزرع إحساسًا بالرهبة المطلقة.
في علم النفس:
الرعب يُحدث اضطرابًا عميقًا في الجهاز العصبي، إذ يفعّل استجابة “القتال أو الهرب” بشكلٍ مضاعف، ويُربك مراكز المعالجة المنطقية في الدماغ. يشعر الإنسان حينها بأنه أمام قوة لا يمكن تفسيرها أو السيطرة عليها — كأن العالم الآمن من حوله قد انهار فجأة.
أنواع الرعب:
-
الرعب النفسي: ينبع من داخل الإنسان، من عقله ومخاوفه العميقة (مثل العزلة، فقدان السيطرة، الجنون).
-
الرعب الخارجي: سببه تهديدات مادية أو خارقة للطبيعة (وحوش، أشباح، كيانات شيطانية).
-
الرعب الوجودي: يرتبط بمواجهة المجهول الكوني، حيث يدرك الإنسان ضآلته أمام قوى لا تُفهم، كما يظهر في أعمال هوارد فيليبس لافكرافت.
في الماورائيات:
في المعتقدات الروحية، يُنظر إلى الرعب على أنه باب مفتوح، لحظة ضعف عميق تسمح بتغلغل الطاقات السلبية أو الكيانات المظلمة إلى وعي الإنسان. ولهذا كثير من طقوس التحصين تُمارس تحديدًا بعد التعرض لصدمة رعب. الرعب في هذه الحالة لا يكون شعورًا فقط، بل “نداءً” تجيب عليه العوالم الأخرى.
في الأدب والفن:
الرعب عنصر محوري في ثقافة الإنسان منذ آلاف السنين — من الأساطير الأولى عن الأرواح، إلى روايات الرعب القوطية، وصولًا إلى أفلام الرعب الحديثة. إنه لا يُستخدم فقط لإخافة القارئ أو المشاهد، بل لإثارة الأسئلة العميقة: ماذا لو انهار المنطق؟ ماذا لو كان المجهول أقرب إلينا مما نظن؟
الجانب الرمزي:
الرعب ليس مجرد وحش يختبئ في الظلام، بل هو مرآة مظلمة تعكس أعمق مخاوفنا: الخسارة، الموت، العزلة، والجنون. إنه يضع الإنسان في مواجهة الجانب الذي يهرب منه طوال حياته.