الرهاب هو خوف شديد وغير منطقي من شيء أو موقف محدد، يثير في الشخص ردود فعل مبالغًا فيها لا تتناسب مع درجة الخطر الفعلية. يختلف الرهاب عن الخوف الطبيعي في أنه مستمر، ومكثف، ويؤثر على نمط الحياة اليومية.
في علم النفس:
يُصنَّف الرهاب ضمن اضطرابات القلق. عندما يواجه المصاب مثير الرهاب، تُفعَّل استجابة الخطر في اللوزة الدماغية (Amygdala)، فيحدث:
-
تسارع ضربات القلب والتنفس.
-
دوار أو اختناق.
-
رغبة قوية في الهرب.
-
فقدان السيطرة أو الإحساس بالموت الوشيك.
يُعتقد أن الرهاب قد يتكوّن من:
-
تجربة صادمة مرتبطة بالمثير.
-
تعلم اجتماعي (الخوف من شيء لأن شخصًا آخر يخاف منه).
-
استعداد بيولوجي لبعض أنواع الخوف الفطري (مثل الحشرات، الأماكن المغلقة، الظلام).
أنواع الرهاب:
-
الرهاب المحدد (Specific Phobia): خوف من أشياء معينة مثل العناكب أو المرتفعات.
-
رهاب الأماكن المفتوحة أو المغلقة: كالخوف من الطيران أو المصاعد.
-
الرهاب الاجتماعي: الخوف من التفاعل أو الحكم من قبل الآخرين.
-
رهاب الليل أو الظلام: من أكثر الأنواع شيوعًا في أدب الرعب والفولكلور.
في الماورائيات:
يُفسر الرهاب في بعض المعتقدات الروحية على أنه ارتباط بطاقة سلبية أو ذكرى من حياة سابقة، أو أثر من تجربة روحية مؤلمة. كما يُعتقد أحيانًا أن الرهاب ليس مجرد خوف داخلي، بل “استجابة تحذير” من وعي باطني أو مرشد خفي.
الرهاب في الرعب والأساطير:
أعمال الرعب كثيرًا ما تستغل الرهاب لأنه يكشف مكامن الضعف النفسي العميق: من الخوف من الأماكن المغلقة (Claustrophobia) إلى الظلام (Nyctophobia) أو الدم (Hemophobia). فالرعب الحقيقي لا يأتي من الوحش… بل من ردة الفعل التي يولدها.
الرمزية:
الرهاب يجسّد الحدود النفسية التي تفصل الإنسان عن اللاوعي. ما يخافه بشدة ليس دائمًا ما يهدده، بل ما يكشف داخله.