
البوغي هو كائن أسطوري من الفلكلور الإنجليزي والأوروبي القديم، يُعرف بأنه روح مرعبة أو مخلوق مظلم يُستخدم تقليديًا لتخويف الأطفال المشاغبين، لكن جذوره أعمق بكثير من مجرد قصة تربوية؛ فهو يمثل تجسيدًا للخوف البدائي الذي يسكن الظلام.
الأصل اللغوي والأسطوري:
يُشتق الاسم من الكلمة الإنجليزية القديمة bogge أو boggle، بمعنى “الشبح” أو “المرعب”، ويرتبط بأسماء مشابهة مثل bogeyman وboggartوbogle. ويُقال إن هذه الكائنات تسكن الأماكن المهجورة، الكهوف، الغابات، أو زوايا المنازل المظلمة.
الوصف الشعبي:
لا شكل محدد للبوغي؛ فهو يتبدل وفق مخاوف من يراه.
-
قد يظهر كظلٍ أسود متحرك بلا ملامح.
-
أو مخلوق بعينين متوهجتين في العتمة.
-
أو حتى صوتًا همسيًا يخرج من تحت السرير أو خلف الباب.
يُقال إنه لا يؤذي من يحترمه أو لا يخافه، لكنه يتغذى على رعب ضحاياه، خصوصًا الأطفال.
في المعتقدات الماورائية:
يرى بعض الباحثين أن “البوغي” ليس كائنًا ماديًا، بل كيان طاقي يتشكل من الخوف نفسه — أي أن وجوده يعتمد على مستوى الرعب في المكان. فكلما زاد الخوف، ازداد تجسّده قوةً ووضوحًا. وهو بهذا يشبه ظواهر مثل “الكيانات الطفيلية” أو “الظلال الأثيرية”.
في الأدب والفن:
ظهر “البوغي مان” في العديد من القصص الشعبية والأعمال الفنية بوصفه رمزًا للخطر المجهول الذي يختبئ في الظلام. في أدب الرعب الحديث، تطوّر المفهوم ليصبح استعارة عن الذنب، الكبت، أو الوعي المظلم الذي يلاحق الإنسان في عزلته.
الرمزية:
يمثل البوغي الخوف المجسّد، الظل الذي نصنعه نحن عندما نحاول تجاهل ما نخشاه. هو الحارس الليلي لذاكرة الإنسان البدائية، حين كان الظلام يعني الخطر، والصوت في العتمة يعني الموت.