أبزيثيبو هو شيطان مذكور في نصوص السحر اليهودي القديم، وخصوصًا في Testament of Solomon (وصيّة سليمان)، حيث يُصوّر على أنه أحد كبار أعوان إبليس وذو قوة مدمّرة واسعة. يُعرف بأنه “شيطان ذو جناح واحد” بعد أن فُقد جناحه الآخر حين سقط من السماء، ما جعله رمزًا للمخلوق الناقص الذي يحمل حقدًا عميقًا على البشر والملائكة على حد سواء.
يُقال إن أبزيثيبو كان في الأصل ملاكًا من رتبة رفيعة، لكنه سقط مع لوسيفر عندما تمرّد على الإله، ونزل إلى “هاوية البحر الأحمر” حيث أصبح سيدًا على الأرواح الشريرة التي تقطن الأعماق. ووفقًا للنصوص السحرية القديمة، كان له دور في إغواء فرعون وعرقلة خروج موسى من مصر، وهو ما جعله يرتبط في الذاكرة السحرية بالعواصف، والبحر، والدمار.
في “وصية سليمان”، يظهر أبزيثيبو أمام النبي سليمان، ويحاول التملص من سلطته، لكنه يُجبر في النهاية على الاعتراف بأنه خادم مباشر للشيطان، وأنه يقود جحافل من الأرواح المتمردة. ويقول النص إنه يقيم في الأعماق وينتظر ساعة الانفجار الأخير في آخر الزمان.
يُصوَّر عادةً ككائن ضخم بوجه إنسان وجناحٍ واحد ضخم، ويُربط اسمه في السحر الغربي لاحقًا بقدرات مرتبطة بإثارة الفوضى، وإشعال الحروب، والتلاعب بالقادة. كما يُعتقد في بعض مدارس السحر الأسود أنه كيان صعب السيطرة عليه ولا يطيع بسهولة، ويُعد استحضاره خطرًا بالغًا.
يُعد أبزيثيبو واحدًا من الشياطين القلائل الذين يظهرون في تقاليد الديانات الإبراهيمية القديمة قبل أن يُعاد توظيف صورته في grimoires السحرية الأوروبية. رمزيًا، يمثّل سقوطه “الخلل الناقص” في الشر، والانتقام المتربص في أعماق البحر.