يُعد أبهارتاش من أكثر الشخصيات الأسطورية رعبًا في أيرلندا، وغالبًا ما يُشار إليه على أنه أحد أوائل نماذج مصاصي الدماء في أوروبا الغربية. تروي الأساطير أنه كان طاغية قزمًا وساحرًا ماكرًا عاش في منطقة ريفية تُعرف اليوم باسم جلينالين، وقد اشتهر بقسوته واستبداده، إذ كان يحكم الناس بقبضة من حديد، يفرض الخوف والظلام أينما حل. يقال إنه لم يكن مجرد إنسان بل ساحرًا تعلم فنون السحر القديمة من كاهن غامض، واستطاع من خلال حيله أن يخدع الموت نفسه.
عندما ضاق السكان بطغيانه، قرر أحد الزعماء المحليين مواجهته، فقام بقتله ودفنه في قبر حجري وفق الطقوس القديمة التي كانت تهدف لمنع الموتى من العودة. لكن بعد فترة قصيرة عاد أبهارتاش من قبره حيًا، جائعًا للدماء، وبدأ يتجول في الريف ليلاً باحثًا عن ضحاياه، فيشرب دماءهم ليقوّي نفسه ويستعيد سلطته. حاول الزعيم قتله مرة ثانية ودفنه، لكنه نهض مجددًا، وفي المرة الثالثة استشار الزعيم كاهنًا عارفًا بالسحر، فنصحه بأن يُقتل باستخدام سلاح مصنوع من الحديد ويُدفن رأسًا على عقب في حفرة عميقة، وأن يُغلق القبر بحجارة كبيرة، لأن هذه الطقوس وحدها يمكنها منعه من النهوض مجددًا.
يقال إن قبر أبهارتاش لا يزال موجودًا حتى اليوم، وإن كل من حاول إزالته أو الاقتراب منه أصيب بحوادث غامضة أو لقي مصرعه. ولهذا يعتبر الناس المكان ملعونًا، فلا أحد يجرؤ على نبش القبر أو المساس بالحجارة التي تغطيه. وقد ألهمت هذه القصة العديد من أعمال الرعب، ويُعتقد أن الكاتب برام ستوكر استلهم منها ملامح شخصية دراكولا الشهيرة. إن أبهارتاش ليس مجرد أسطورة عن مصاص دماء، بل رمز لسلطة الشر التي لا تموت بسهولة، والدماء التي تُراق لتُعيد الظلام إلى الحياة