Adze – أدز

يُعد أدز من الكائنات المخيفة في فولكلور غانا وجنوب توغو، وهو مصاص دماء يتخذ شكل حشرة صغيرة في الليل، ليزحف خلسة نحو منازل الناس وينقض على ضحاياه وهم نيام. تصفه الأساطير بأنه كائن ماكر يتسلل عبر الشقوق والنوافذ، ثم يمتص دم ضحيته ببطء حتى يضعف جسده وتهتز روحه، فيبقى على قيد الحياة منغمسًا في لعنة خفية لا يشعر بها أحد.

إذا حاول أحد القبض عليه في هيئته الحشرية، يتحول فورًا إلى صورته الحقيقية، وهي هيئة إنسان له ملامح قاسية وعيون متوحشة، وهنا يصبح أشد خطورة، إذ يمكنه قتل من يراه بسهولة. ويُقال إن من ينجو من مواجهته المباشرة يُصاب بلعنة طويلة الأمد، تجر معه المرض والهزال وتُضعف طاقة الحياة بداخله. ولهذا كان أهل القرى يخافون من الظلام ويغلقون نوافذهم جيدًا مع حلول الليل، ويتحاشون النوم وحدهم أو ترك المصابيح منطفئة.

في المعتقد الشعبي، يُعتقد أن أدز لا يهاجم عشوائيًا، بل ينجذب نحو الأشخاص الذين يملكون طاقة روحية قوية أو أولئك الذين يُحسدون من محيطهم، مما جعله مرتبطًا في الذاكرة الجمعية بالحسد والسحر الأسود. كما أن إصابة أحدهم بمرض غامض غير قابل للتفسير كانت تُفسر غالبًا بأنها نتيجة هجوم من هذا الكائن. وكان يُستخدم الزيت العطري والدخان والأعشاب الحارقة في طقوس لطرد الأرواح الشريرة ومنع أدز من دخول البيوت.

يمثل أدز في الفولكلور الإفريقي نموذجًا للشر الخفي الذي يزحف في الليل دون صوت، ويعكس الخوف العميق من الكائنات التي تتغذى على الضعف الإنساني. إنه ليس مجرد مصاص دماء تقليدي، بل كيان يتغذى على الحياة نفسها، ويحوّل الضحية إلى ظل باهت لما كانت عليه.

error: Content is protected !!