آيواس هو كيان روحي غامض ارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بالفكر السحري الغربي الحديث وبأعمال أليستر كراولي، أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في القرن العشرين في عالم السحر الباطني. بحسب ما أورده كراولي، فإن آيواس لم يكن مجرد “روح عابرة” بل كيانًا ذا طبيعة عليا أو “ملاكًا حارسًا” تجلّى له في القاهرة في أبريل 1904، حيث أملى عليه على مدى ثلاثة أيام نصًا أصبح لاحقًا أحد أعمدة الفكر السحري المعاصر، وهو The Book of the Law (كتاب القانون).
كان كراولي يؤكد أن آيواس تحدث إليه بصوت مسموع، وأنه شعر بحضوره في الغرفة، واصفًا إياه بأنه ذو “قوة لا تشبه أي مخلوق أرضي” وأنه جاء من بعدٍ روحي أسمى. وفي نص الكتاب، يظهر آيواس كـ“رسول لآلهة قديمة” مثل حورس، حاملًا تعاليم تُبشر بعصر جديد يُعرف في تعاليم كراولي بـ “عصر حورس”، حيث يكون الإنسان مركز الإرادة الحرة المطلقة.
منذ ذلك الحين، أصبح آيواس رمزًا غامضًا بين من يدرسون تعاليم السحر الهرمسي والتيار الثيليمي، وتنوعت التفسيرات حول طبيعته: فالبعض يراه تجليًا لذكاء غير بشري أو كيانًا من البعد الأثيري، فيما يراه آخرون انعكاسًا نفسيًا لعبقرية كراولي أو لاوعيه العميق. وقد ظل اسمه حاضرًا في مدارس السحر الغربي ودوائر الماورائيات، خصوصًا لدى من يدرسون مفهوم “المرشد الروحي الأعلى” أو “Holy Guardian Angel”.
أهمية آيواس لا تكمن فقط في طبيعته الغامضة، بل في الدور الذي لعبه في تشكيل حركة روحية وفكرية بأكملها، إذ ألهم ظهورُه تأسيس نظام سحري جديد مبني على الإرادة الحرة والمعرفة الباطنية. لقد ظل هذا الكيان بالنسبة للبعض رسولًا من عوالم غيبية، ولآخرين رمزًا للتحرر الداخلي من قيود المعتقدات التقليدية.