ألا هي كيان مصاص دماء من الفلكلور السلافي والبلقاني، وخصوصًا في صربيا وبلغاريا. يُوصف هذا الكائن بأنه روح عاصفة مدمّرة تتغذى على الحياة والطاقة، ويُعتقد أنها قادرة على امتصاص الدماء والطاقة الحيوية من البشر، كما تهاجم الحقول الزراعية وتسبب العواصف والبرد المفاجئ.
تظهر “ألا” عادةً في صورة امرأة ضخمة أو مخلوقٍ مظلم بأجنحة، بشَعرٍ طويل وفمٍ حاد الأسنان. وفي بعض الروايات الشعبية، يُقال إنها تستطيع التحول إلى هيئة إنسان — غالبًا امرأة جميلة — لتقترب من ضحاياها قبل أن تمتص دماءهم أو تسرق روحهم. ويُقال إنها تنجذب إلى الأطفال والمزارعين والمسافرين المنفردين، خصوصًا في الليالي العاصفة.
ترتبط ألا في الموروث الشعبي بعنصر الجو العاصف، إذ يُقال إنها تأتي مع العواصف الرعدية، وتسبب تلف المحاصيل، أو تنشر المرض في القرى. ولهذا كان الناس يعتقدون أن صراخ الرعد في السماء هو صوت ألا وهي تقاتل الأرواح الحامية للحقول. وكانوا يقيمون طقوسًا لحماية الأراضي من “مصاصات العواصف” هذه، مثل إشعال النار، وقراءة الصلوات، وتعليق رموز وقائية على أطراف المزارع.
في بعض القصص الشعبية، يمكن هزيمة ألا عبر الصراخ باسمها بصوت عالٍ أو رمي رموز دينية أو حديدية في العاصفة، إذ يُعتقد أنها تكره الحديد والنار. وإذا واجهتها روح قوية أو ساحر محصن، فإنها تختفي وتترك وراءها ريحًا باردة خانقة.
مع انتقال الأساطير إلى الثقافة الغربية، صُنّفت ألا ضمن فئة مصاصي الدماء “غير التقليديين” — أي الكائنات التي لا تقتصر على مص الدم البشري، بل تمتص قوة الحياة من المحيط.
رمزيًا، تمثل ألا الخوف من الطبيعة غير القابلة للتنبؤ، ومن الكائنات التي لا تهاجم وجهًا لوجه، بل تأتي مع العواصف لتسلب الحياة بصمت.