Albertus Magnus – ألبرتوس ماغنوس

يُعد ألبرتوس ماغنوس (المعروف أيضًا بـ “ألبرت الكبير” أو “القديس ألبرت”) أحد أبرز الفلاسفة والعلماء اللاهوتيين في أوروبا في العصور الوسطى. وُلِد في أوائل القرن الثالث عشر، واشتهر بتوسعه في دراسة الطبيعة والعلوم التجريبية، وهو من أوائل من حاولوا الربط بين الفلسفة الإغريقية واللاهوت المسيحي. كان عضوًا في الرهبنة الدومينيكانية، وعُرف بذكائه الموسوعي، إذ ألّف مؤلفات في الفلسفة والمنطق والفيزياء وعلم الفلك والنبات والحيوان والمعادن، إلى جانب اللاهوت.

في المخيال الغربي الوسيط، ارتبط اسم ألبرتوس ماغنوس بالخيمياء والسحر الطبيعي، حيث نُسب إليه امتلاك كتب وأسرار تتعلق بفنون السيمياء القديمة. يُقال إنه كان يسعى إلى فهم القوى الخفية في الطبيعة، لا من باب الشعوذة، بل من باب البحث العقلي والنظامي. إلا أن شهرته العلمية جعلت العامة يربطون اسمه بالمعرفة السرية والعلوم الغامضة.

كان تأثيره كبيرًا على توما الأكويني وتطور الفكر المدرسي (السكولاستي) في أوروبا، ويُعد أحد الذين مهدوا الطريق للمنهج التجريبي في العصور اللاحقة. ورغم محاولاته لفصل العلوم الطبيعية عن السحر، ظل اسمه يتردد في كتب الخيمياء في القرون التالية بوصفه أحد “حملة الأسرار العظمى”. وقد طوّرت حوله العديد من الحكايات التي تصوّره كعالم يملك قدرات خارقة أو يتحكم بقوى خفية.

في السياق الثقافي والرمزي، يمثل ألبرتوس ماغنوس نقطة التقاء بين العلم والفكر الغيبي، بين العقلانية الدينية والبحث في أسرار الكون، وهو ما جعله رمزًا للمعرفة المحاطة بالرهبة في أوروبا الوسيطة.

error: Content is protected !!