تعود قصة مصاص دماء قلعة ألنويك إلى واحدة من أقدم الحكايات المرتبطة بأساطير مصاصي الدماء في أوروبا الشمالية، وتحديدًا في إنجلترا خلال العصور الوسطى. تدور الأسطورة حول رجل مجهول الاسم كان يعيش في القلعة أو في محيطها، ويُقال إنه كان شخصًا شريرًا في حياته، ارتكب أفعالًا آثمة وأُصيب في النهاية بمرض خطير أدى إلى موته. بعد دفنه بفترة قصيرة بدأت الحكايات تنتشر بين سكان القرى المجاورة، حيث زُعم أنهم رأوه يسير ليلًا قرب أسوار القلعة وينشر الرعب في كل مكان.
كان القرويون يسمعونه يطرق الأبواب ويختفي، ويشعرون بوجود ظل ثقيل يراقبهم من بين الأبراج القديمة. وعندما بدأت الأمراض تنتشر بين الناس وتوفي عدد منهم بشكل غامض، ساد الاعتقاد بأنه هو السبب، إذ كان الناس يربطون بين ظهوره الليلي ووفاة أشخاص في اليوم التالي. واعتُبر هذا أول ظهور لمفهوم “الوباء الناتج عن مصاصي الدماء” قبل أن تشتهر هذه الفكرة في شرق أوروبا لاحقًا.
بحسب الروايات التي جمعها مؤرخون في القرن الثاني عشر والثالث عشر، قام القرويون في النهاية بنبش قبره فوجدوا الجثة غير متحللة، ويُقال إنها مغطاة بآثار دماء على الفم. عندها قاموا بطقوس تقليدية شبيهة بما أصبح يُعرف لاحقًا بـ “ممارسات قتل مصاصي الدماء”، فثقبوا جسده وأحرقوه لمنع عودته مرة أخرى، وبعد ذلك توقفت حوادث الموت والذعر.
أصبحت هذه القصة واحدة من الأساطير التي رسّخت صورة مصاص الدماء كشخصٍ كان شريرًا في حياته، فعاد بعد موته ليبث الخوف ويجلب المرض. وقد ألهمت لاحقًا العديد من القصص الأوروبية التي سبقت حتى الحكايات الشرقية الشهيرة عن مصاصي الدماء في ترانسلفانيا.