مصاصو الدماء الأثيريون كائنات غامضة يُقال إنها لا تنتمي إلى العالم المادي، بل إلى مستوى غير مرئي يُعرف في المعتقدات الباطنية باسم “العالم الأثيري” أو “Astral Plane”. لا تمتلك هذه الكيانات جسدًا ماديًا، لكنها تُوصَف بأنها طاقات مظلمة أو وعيًا مفترسًا يتغذى على الطاقة الحيوية للبشر، وليس على الدم المادي مثل مصاصي الدماء التقليديين. يُقال إنها تظهر عادة في أوقات الضعف النفسي أو الجسدي، أو أثناء حالات الإسقاط النجمي، أو أثناء النوم العميق، حين يكون الحاجز بين العالمين المادي والأثيري ضعيفًا.
يصفها من يؤمن بها بأنها كيانات تتسلل إلى هالة الإنسان (مجاله الطاقي) لتسحب منها الطاقة ببطء، فيشعر الشخص بالوهن، والتعب المزمن، وثقل في الصدر، أو كوابيس متكررة. ويقال إن هذه الكائنات لا تحتاج إلى الظهور بشكل واضح، بل قد تُرى في الأحلام على هيئة ظل داكن أو وجهٍ غريب يراقب بصمت، أو قد لا تُرى إطلاقًا، ويُكتفى بالشعور بالاختناق والبرد المفاجئ.
في بعض المعتقدات الباطنية، يُعتقد أن هذه الكائنات لا تهاجم إلا من يعانون من اهتزازات طاقية منخفضة أو حالات نفسية هشة، وأنها تنجذب إلى مشاعر الخوف والحزن والغضب، فتتغذى منها كما يتغذى مصاص الدماء من الدم. لهذا تُربط كثير من تجاربها بما يُعرف بـ“الشلل الليلي” أو حالات الإرهاق غير المبررة. أما الممارسون الروحيون فيرون أن طرق الحماية منها تكون من خلال تقوية الهالة الطاقية، واستخدام الرموز الدينية أو الطقوس الروحية أو التأملات الوقائية.
يُنظر إلى مصاصي الدماء الأثيريين بوصفهم تجسيدًا للخوف من المجهول والتهديدات غير المرئية التي تستنزف الروح لا الجسد، وهم يمثلون مزيجًا بين الأسطورة القديمة والمفاهيم الروحية الحديثة.