الهالة (Aura) هي مفهوم روحي وميتافيزيقي يُستخدم لوصف الطاقة غير المرئية التي يُعتقد أنها تحيط بكل كائن حي. في العديد من التقاليد الروحية والباطنية، يُنظر إلى الهالة كـ “مجال طاقي” يعكس الحالة الجسدية والنفسية والروحية للشخص، وتتغير ألوانها وكثافتها وفقًا لحالته الداخلية.
يعود أصل فكرة الهالة إلى حضارات قديمة مثل مصر القديمة والهند واليونان، حيث كانت تُصوّر الشخصيات المقدسة بأطواق من النور أو “الهالات المضيئة” حول الرأس والجسد. في الفكر الغربي الباطني، تطور المفهوم في القرن التاسع عشر ضمن تيارات الروحانية، وارتبط بعلم “الطاقات الحيوية” وقراءة الهالة للكشف عن المرض أو الاضطراب النفسي.
يُقال إن الهالة تتكوّن من طبقات، منها ما يرتبط بالجسد المادي (الطاقة الحيوية)، ومنها ما يتعلق بالمشاعر والأفكار، ومنها ما يمتد إلى الوعي الروحي. وتُفسّر ألوانها وفقًا لدلالات محددة، مثل:
-
الأزرق: الصفاء والروحانية.
-
الأحمر: القوة أو الغضب.
-
الأخضر: الشفاء والتوازن.
-
الأسود أو الرمادي: الطاقات السلبية أو الضعف.
في بعض المدارس السحرية، يُعتقد أن رؤية الهالة أو التأثير فيها يمكن أن يكشف نية الشخص أو حالته الروحية، بل ويُستخدم كوسيلة للحماية أو الهجوم الطاقي. أما في علم النفس الحديث، فهناك من يربط الظاهرة بخداع بصري أو استجابات عصبية، بينما يراها الميتافيزيقيون ظاهرة حقيقية مرتبطة بالوعي.
في الممارسات الروحية المعاصرة، تُستخدم تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق لتقوية الهالة، فيما يُقال إن الهالة الضعيفة تجعل الشخص أكثر عرضة للطاقة السلبية أو الكيانات الطفيلية (parasitic entities). ولهذا ارتبط مفهوم الهالة بشكلٍ وثيق بعالم الرعب الروحي وطقوس الحماية.
رمزيًا، تمثل الهالة الخط الفاصل بين الذات والعالم غير المرئي — الدرع الخفي الذي يحفظ الروح، أو الباب الذي يمكن أن يُفتح إن أُهمل.