Azazel – عزازيل

عزازيل من أكثر الأسماء إثارة للرهبة في الموروث الإبراهيمي والباطني، إذ يجمع بين صورة الملاك الساقط والرمز الشيطاني. ورد اسمه لأول مرة في سفر اللاويين (الإصحاح 16) كجزء من طقس “يوم الكفارة” لدى بني إسرائيل، حيث كان الكاهن يرسل تيسًا إلى “عزازيل” في البرية كقربان يحمل خطايا الشعب، وهو ما عُرف لاحقًا بـ “كبش الفداء” أو Scapegoat.

لكن مع مرور الزمن، تحوّل الاسم من مجرد موقع أو رمز إلى شخصية روحية مظلمة. ففي سفر أخنوخ، يُصوَّر عزازيل كأحد الملائكة الساقطين الذين تمرّدوا على السماء ونزلوا إلى الأرض ليُفسدوا البشر. يُقال إنه علّم الناس صناعة الأسلحة، ومستحضرات الزينة، والسحر، مما أدى إلى انحرافهم عن الطريق الإلهي. ولهذا رُبط اسمه بالخطيئة الأصلية الجماعية وبداية الفساد البشري المنظم.

تصف النصوص القديمة عزازيل بأنه كائن ذو مظهر مهيب — له أجنحة قوية وعينان متّقدتان — كان من أجمل الملائكة قبل سقوطه، ثم أصبح رمزًا للكبرياء المتمرد. في الموروث الإسلامي، يظهر اسمه أيضًا قبل أن يصبح إبليس اللقب الأشهر، ويُقال إنه كان من العُبّاد قبل أن يتكبر ويُطرد من رحمة الله.

في السحر الغربي، ولا سيما في grimoires الغويتية والطقوس الشيطانية الحديثة، يُعتبر عزازيل من أمراء الجحيم المرتبطين بالمعرفة المحرّمة والقوة العسكرية. ويُقال إنه يمنح أتباعه “القوة على القيادة والسيطرة”، لكنه معروف أيضًا بدهائه وصعوبة إخضاعه. وغالبًا ما يُربط اسمه بعنصر النار، وبالجنون الناجم عن السلطة غير المضبوطة.

رمزيًا، يمثل عزازيل سقوط النور في الظلام، والملاك الذي تمرّد باسم القوة والمعرفة، فصار رمزًا للكبرياء والرفض. إنه ليس مجرد شيطان في القصص، بل صورة للحدّ الفاصل بين الطاعة والتمرد، بين النور والإرادة الحرة.

error: Content is protected !!