بابا كوأجا شخصية أسطورية مخيفة من الموروث الشعبي في رومانيا، ويُنظر إليها بوصفها كائنًا عجوزًا شريرًا يسكن الغابات المعتمة والجبال المنعزلة، حيث تتنقل في الليل باحثة عن من يضل طريقه. تصفها الحكايات بأنها امرأة نحيلة ذات وجه مجعد وعينين غائرتين، ترتدي رداءً أسود طويلًا وتتكئ على عصا ملتوية. وغالبًا ما ترتبط ببرودة الريح وظلمة الليل، فهي لا تظهر في وضح النهار، بل في العواصف والبرد القارس حين يكون الإنسان أكثر ضعفًا.
في بعض الروايات الشعبية، تُعرف بابا كوأجا بأنها ساحرة شريرة أو روح قديمة تم نبذها من بين البشر، فعاشت في الغابة واكتسبت قدرات خارقة عبر طقوس محظورة. يُقال إنها قادرة على التحول إلى ظل أو حيوان أسود، مما يجعلها تظهر وتختفي بسرعة دون أن تترك أثرًا. وغالبًا ما تُغرِي ضحاياها بنداءات تشبه صوت امرأة عجوز بحاجة إلى مساعدة، فإذا اقترب منها أحد، تكشف عن ملامحها المخيفة وتنقض عليه، لتسرق روحه أو تجرّه إلى أعماق الغابة حيث لا عودة.
في الثقافة الرومانية، تمثل بابا كوأجا تجسيدًا للخوف من الليل والضياع، خصوصًا لدى الأطفال، حيث تُروى قصصها لتحذيرهم من مغادرة منازلهم بعد حلول الظلام. كما أن بعض المعتقدات الشعبية تربط ظهورها بقدوم الشتاء والعواصف، معتبرين أنها “رسول البرد” أو “روح العاصفة” التي تلاحق من يخرج ليلاً دون حماية.
أثّرت هذه الشخصية على الأدب والفن الشعبي، إذ ظهرت في عدد من الحكايات والأساطير الرومانية بصور مختلفة؛ مرة كعجوز شيطانية، ومرة كروحٍ معاقِبة، لكنها في جميع صورها تظل رمزًا للظلام والخداع والخطر الكامن في أعماق الغابات. بابا كوأجا ليست مجرد ساحرة عجوز، بل كابوس قديم يتوارثه الناس جيلًا بعد جيل.