Belphegor – بلفيغور

بلفيغور هو أحد أمراء الجحيم السبعة في التقاليد الشيطانية الأوروبية، ويُعرف بلقب “شيطان الكسل والابتكار الفاسد”. أصله يعود إلى الإله بعل فغور الذي ورد ذكره في سفر العدد، حيث عُبد في موآب كإله للخصوبة والانحلال. ومع صعود الفكر المسيحي، تحوّل اسمه من إله محلي إلى رمز شيطاني مرتبط بالفساد والكسل والشهوة الخفية.

في grimoires الأوروبية مثل Dictionnaire Infernal وLesser Key of Solomon، يُصوَّر بلفيغور على هيئة شيطانٍ جالسٍ على عرشٍ من الفضلات أو داخل مرحاضٍ رمزي، في صورة تحمل دلالة السخرية من الطموح الإنساني الفاسد. أحيانًا يُصوَّر كرجلٍ نحيل ووجهه قبيح وأنيابه بارزة، وأحيانًا كامرأة جميلة تُغوي البشر بالوعود البراقة.

تُنسب إليه القدرة على منح الاختراعات العظيمة أو الأفكار العبقرية — لكن بثمنٍ باهظ، إذ يُقال إنه لا يكشف هذه الأسرار إلا لمن يبيع روحه أو يسقط في الفساد. ولهذا ارتبط اسمه تاريخيًا بالعلم المنحرف أو “الذكاء الشيطاني”، وهو الجانب الذي يُغري الإنسان بوعود العظمة مقابل الانحلال الأخلاقي.

كما يُربط بلفيغور بخطيئة الكسل المميت (Sloth)، ليس بمعناه السطحي، بل كرمزٍ للتقاعس الداخلي الذي يقتل الإرادة ويجعل الإنسان يستسلم للراحة الزائفة. يُقال إنه يحب أن يرى البشر يضيعون حياتهم في التراخي، بينما يظنون أنهم يتطورون أو يتقدمون.

في بعض مدارس السحر الأسود، يُعتبر استدعاء بلفيغور محفوفًا بالخطر، إذ يُقال إنه يختبر مستدعيه عبر الإغراء الفكري والوعود المضلّلة، وليس بالقوة المباشرة.

رمزيًا، يمثل بلفيغور الإبداع المنحرف والكسل المغوي، ذلك النوع من الشر الذي لا يصرخ ولا يهاجم، بل يهمس للعقول حتى تستسلم طواعية.

error: Content is protected !!