Cauchemar – كوشمار

كوشمار كائن مظلم من الفولكلور الأوروبي، وخصوصًا في فرنسا، وترتبط قصته ارتباطًا وثيقًا بكلمة “cauchemar” التي أصبحت لاحقًا تعني “الكابوس” في اللغة الفرنسية. تصفه الحكايات بأنه روح شريرة أو شيطان ليلي يتسلل إلى غرف النوم في ساعات الظلام، ويجلس على صدور النائمين ليمنعهم من الحركة، فيصابون بما يشبه الشلل المؤقت، ويشعرون بثقل خانق على صدورهم وعدم القدرة على الصراخ أو الاستيقاظ.

يظهر الكوشمار عادةً في هيئة ظل داكن أو امرأة نحيلة ذات ملامح مشوهة وعيون لامعة، لكنه قد يتخذ أشكالًا أخرى تبعًا للمنطقة التي تُروى فيها القصة. في بعض الروايات يُقال إنه يدخل من النوافذ المفتوحة أو من تحت الأبواب، ويهمس للضحية بكلمات لا تُفهم، فتتحول أحلامه إلى كوابيس خانقة. وتربطه الأساطير القديمة بالجن أو الأرواح الطليقة التي تغذي نفسها من خوف البشر.

كان الاعتقاد السائد في القرون الوسطى أن هذه الكائنات تزور الأشخاص الذين لا ينامون على طهارة، أو الذين يسكنون بيوتًا ملعونة أو قريبة من المقابر. ولطردها كان الناس يضعون رموزًا دينية قرب السرير، أو يتركون إناءً من الماء والملح عند الباب لردعها، إذ يُعتقد أنها لا تستطيع عبور عتبات مائية أو مقدسة. ومع تطور اللغة والثقافة، أصبحت كلمة “كوشمار” مرادفًا للكابوس، لكن أصلها الأسطوري ظل حاضرًا في القصص الشعبية وأدب الرعب.

إن كوشمار يمثل الخوف البدائي من الليل والعجز، ويجسد تجربة “الشلل الليلي” التي عانى منها البشر منذ أزمنة قديمة، لكنها فُسرت حينها على أنها هجوم من كائن ليلي غامض.

error: Content is protected !!