Devil’s Pact – عهد الشيطان

يُعد عهد الشيطان من أكثر المفاهيم رعبًا وغموضًا في الميثولوجيا الدينية والأساطير الغربية، إذ يشير إلى اتفاقٍ يُبرمه الإنسان مع الشيطان أو أحد خدمه مقابل الحصول على مكاسب دنيوية كالثروة، أو القوة، أو المعرفة، أو الخلود. ويُعتقد أن جوهر هذا العهد يقوم على المقايضة الكبرى: أن يمنح الشيطان ما يطلبه الإنسان في حياته، مقابل تسليم روحه له بعد موته.

ظهر مفهوم هذا العهد منذ القرون الوسطى، وتجد جذوره في الحكايات الأوروبية التي كانت تحذر من الطموح المفرط والمعرفة المحرّمة. وقد خلّد الأدب هذا المفهوم في شخصية ، العالم الذي باع روحه للشيطان مقابل أن يُمنح العلم المطلق والمتعة الدنيوية. أصبح هذا النموذج رمزًا للإنسان الذي يساوم على خلاصه من أجل الرغبة أو الفضول.

غالبًا ما يُصوَّر “عهد الشيطان” في الفنون والطقوس على شكل عقد مكتوب بالدم أو قسم يُؤدى في منتصف الليل، بحضور كيان شيطاني أو أثناء شعائر سحرية. وتشير النصوص السحرية القديمة إلى وجود طقوس محددة لاستحضار الشيطان والتفاوض معه، حيث يُشترط توقيع الاسم بالدم كرمز للربط الأبدي بين الروحين.

في المعتقدات المسيحية واليهودية والإسلامية، يُنظر إلى هذا العهد كأشد أشكال الكفر والارتداد، لأنه يجسد التحالف مع قوى الظلام ضد الإله. أما في التقاليد السحرية والباطنية، فيُفسَّر أحيانًا بشكل رمزي على أنه تعبير عن رغبة الإنسان في التحرر من القيود الإلهية والبحث عن قوة مطلقة، حتى لو كان الثمن نفسه.

من الناحية النفسية والفلسفية، يمثل “عهد الشيطان” صورة الصراع الأبدي بين الرغبة والمعرفة والإغراء من جهة، والخلاص والضمير من جهة أخرى. إنه تذكير بأن بعض الأبواب حين تُفتح لا تُغلق أبدًا، وأن ما يُمنح بسهولة لا يُسترد إلا بالروح.

error: Content is protected !!