Dybbuk – ديبّوك

ديبّوك هو كيان روحي شرير في الميثولوجيا اليهودية، يُقال إنه روح إنسان ميت لم تجد الراحة، فتعود لتسكن جسد حي، وغالبًا ما تختار ضحية ضعيفة نفسيًا أو روحانيًا. أصل الكلمة من العبرية דיבוק (وتعني “الالتصاق” أو “الارتباط”)، وهو وصف دقيق لطبيعة هذا الكيان، إذ لا يدخل الجسد كما تفعل الشياطين، بل يلتصق بالروح ويُسيطر على الجسد من الداخل.

ظهر مفهوم الديبّوك بقوة في الفلكلور اليهودي في القرنين السادس عشر والسابع عشر، خاصة في أوروبا الشرقية، حيث انتشرت قصص عن أشخاص تغيرت أصواتهم وسلوكياتهم بشكل مفاجئ، وكان يُعتقد أنهم ممسوسون بروح ديبّوك. ويُقال إن هذه الروح تعود لأشخاص ماتوا بطريقة مأساوية أو ارتكبوا خطايا كبيرة، فتُحرم من الراحة وتبحث عن جسدٍ تعيش فيه.

تتميّز حالات الديبّوك بعدة علامات شائعة في الروايات التقليدية:

        • تغيّر نبرة الصوت واستخدام كلمات لم يعرفها الضحية من قبل.

        • نوبات عنف مفاجئة.

        • مقاومة الطقوس الدينية.

        • وعي غريب يُظهر معرفة بأحداث لم يعشها الضحية.

في التراث الديني اليهودي، كان طرد الديبّوك يتم عبر طقس “القبالة” (Kabbalah) الذي يقوده حاخام ذو علم روحي، باستخدام الصلوات، والنفخ في البوق (الشوفار)، وذكر أسماء مقدسة لإجبار الروح على مغادرة الجسد. على عكس التلبس الشيطاني التقليدي، لا يُعتبر الديبّوك شيطانًا بالضرورة، بل روحًا بشرية ضالة، مما يضفي عليه طابعًا تراجيديًا مرعبًا في آنٍ واحد.

في الثقافة المعاصرة، أصبح الديبّوك رمزًا للرعب الروحي في الأدب والسينما، وظهر في أعمال عديدة منها The Possession (2012)، حيث استُخدم “صندوق الديبّوك” كوسيط لاستحضاره.

رمزيًا، يمثل الديبّوك فكرة الروح العالقة بين الحياة والموت، التي لم تجد خلاصًا فبحثت عن جسد آخر لتحيا فيه بالقوة.

error: Content is protected !!