فاوست هو أحد أشهر الرموز في الأدب والأساطير الغربية، ويمثّل صورة الإنسان الذي يبرم عهدًا مع الشيطان مقابل المعرفة والقوة الدنيوية. تعود جذور هذه الشخصية إلى حكايات أوروبية من القرن السادس عشر عن رجل يُدعى يوهان جورج فاوست، وهو عالم ألماني غامض اتُهم بممارسة السحر واستحضار الأرواح. وبعد موته، تحوّل اسمه إلى أسطورة خالدة تجسد الصراع بين الطموح الإنساني وحدود الروح.
تحكي الأسطورة أن فاوست كان عالمًا واسع المعرفة لكنه شعر بالملل من حدود العلم البشري، فسعى إلى استدعاء قوى الظلام ليبرم معها صفقة. فيظهر له الشيطان مفيستوفيليس الذي يوافق على خدمته وتلبية كل رغباته مقابل أن يمنحه فاوست روحه بعد انقضاء مدة العهد. يحصل فاوست على ثروة وسلطة ولذّات لا تنتهي، لكنه مع مرور الوقت يبدأ يشعر بالفراغ والقلق من المصير المحتوم.
تم تخليد هذه القصة في الأدب العالمي من خلال أعمال مثل Faust للكاتب يوهان فولفغانغ فون غوته، حيث قدّم فاوست كشخصية مأساوية تمثل الإنسان الساعي وراء المعرفة المطلقة ولو على حساب خلاصه الأبدي. في بعض النسخ من القصة، يُسحب فاوست إلى الجحيم عقابًا له، وفي نسخ أخرى يُمنح فرصة للتوبة والخلاص.
رمزية فاوست تتجاوز حدود الأسطورة لتصبح تشبيهًا لأي إنسان يساوم على مبادئه أو روحه مقابل مكاسب دنيوية — سواء كانت سلطة أو شهرة أو متعة. ولهذا كثيرًا ما يُستخدم مصطلح “Faustian Bargain” (الصفقة الفاوستية) في الأدب والفلسفة لوصف أي اتفاق يحمل وعودًا عظيمة لكنه يجرّ خلفه ثمنًا رهيبًا.