الغول هو مخلوق أسطوري مرعب في الفلكلور العربي والإسلامي، ويُعد من أشهر كائنات الرعب في الثقافة الشعبية. أصل الكلمة “غول” مشتق من الفعل “غَالَ” أي أهلك وابتلع، وهو اسم يطلق على كائنٍ يتربص بالبشر في الأماكن المهجورة، والمقابر، والصحارى، ويقال إنه يتغذى على لحم البشر، وخاصة جثث الموتى.
يُصوّر الغول في الحكايات الشعبية بعدة أشكال، لكن أكثرها شيوعًا هو مخلوق قبيح المظهر، طويل القامة، شاحب الجلد، عيناه لامعتان، وذو قدرة على التحول إلى هيئة إنسان لخداع ضحاياه. يُقال إنه يظهر للمسافرين المنفردين في الصحراء ليضللهم ويقودهم إلى حتفهم، أو يتخفى بهيئة امرأة جميلة لتغري الرجال قبل أن تفتك بهم.
في التراث الإسلامي، ورد ذكر الغول في بعض الأحاديث النبوية ككائنٍ من الجن، كان يخرج للناس في ليالي السفر ويُخيفهم، ويُقال إنه يمكن طرده بذكر الله وقراءة القرآن. ووفقًا للموروث الشعبي، لا يقدر الغول على دخول الأماكن المقدسة أو الاقتراب من من يذكر اسم الله.
في الأدب العربي الكلاسيكي مثل ألف ليلة وليلة، يظهر الغول ككائنٍ مفترس يسكن المقابر ويتغذى على اللحم البشري، وقد ورثته الأدبيات الغربية لاحقًا في صورة “آكل لحوم الموتى” (ghoul) ضمن تصنيفات الرعب القوطي. ومع انتقال الكلمة إلى اللغات الأوروبية، توسع معناها لتشير إلى أي كائنٍ يعبث بالجثث أو يتغذى عليها، وأصبح “ghoul” أحد الرموز الأساسية في أفلام الرعب وألعاب الفيديو الحديثة.
رمزيًا، يمثل الغول الخوف البدائي من الظلام، والموت، والمجهول. إنه ليس مجرد وحش يهاجم من الخارج، بل تجسيد للرعب الدفين من الأماكن المنسية، حيث لا يُسمع صراخ أحد.