مصطلح Infestation يُستخدم في تقاليد طرد الأرواح واللاهوت المسيحي، وكذلك في مدارس السحر والميتافيزيقا، لوصف المرحلة الأولى من تسلل كيان شيطاني أو طاقة ظلامية إلى مكان أو حياة شخص معين. هذه الحالة لا تكون تلبسًا مباشرًا للجسد، بل تبدأ بوجود خارجي مزعج يتكثف تدريجيًا، ويُمهّد الطريق لحالات أقوى مثل “الاضطهاد” أو “الاستحواذ”.
تتميّز حالة الاجتياح الروحي بوجود علامات محسوسة لكنها لا تكون واضحة المعالم دائمًا، مثل أصوات غريبة في الليل، حركات غير مفسَّرة للأشياء، برودة مفاجئة في أماكن معينة، روائح كريهة غير مبررة، أو شعور دائم بالمراقبة. في بعض الحالات، يُقال إن الكيان يستخدم هذه المرحلة لاختبار حدود المكان أو الضحية، وجس نبض إرادتهم قبل الاقتراب أكثر.
في الموروث الديني، تعتبر هذه المرحلة تحذيرًا مبكرًا، إذ يُعتقد أن الكيان الشيطاني لا يستطيع الدخول الكامل إلا إذا وجد “ثغرة” روحية أو نفسية. ولهذا كانت الطقوس الدينية مثل التبخير، التلاوة، الصلاة، أو استخدام الرموز المقدسة من الوسائل التقليدية لوقف الانتشار قبل تحوّله إلى حالة أخطر.
أما في المنظور الباطني، فيُنظر إلى الاجتياح على أنه ارتداد طاقي سلبي أو تسرّب لوعي معادٍ إلى الهالة المحيطة بالمكان أو الشخص، ويُستخدم فيه الضوء، الصوت، الملح، أو الرموز الطاقية كوسائل لتطهير المجال.
إن Infestation لا يعني امتلاكًا مباشرًا للروح، بل هو بداية هجوم صامت يزرع الخوف والفوضى ليُضعف الإرادة، وهو ما يجعل هذه المرحلة أخطر مما تبدو عليه، لأنها تسعى لجعل الضحية تعتاد وجود الظلام قبل أن يبتلعها.