مصطلح “Legion” (الجحفل) يُستخدم في السياقات الدينية والميتافيزيقية للإشارة إلى مجموعة من الكيانات أو الأرواح الشريرة التي تتكلم بصوت واحد وتتصرف كوحدة واحدة. أصل المصطلح يعود إلى العهد الجديد في الكتاب المقدس المسيحي، وتحديدًا إلى قصة الرجل الممسوس في منطقة الجراسيين، حين سأل المسيح الروح الساكن فيه عن اسمه، فأجابه: «اسمي لجئون لأننا كثيرون». هذا الرد أصبح رمزًا عالميًا لفكرة التلبس الجماعي.
يُفهم من هذه القصة أن الجحفل ليس روحًا واحدة بل عدد كبير من الشياطين التي تتشارك السيطرة على ضحية واحدة. وتُظهر حالات التلبس المنسوبة إلى “Legion” خصائص مميزة: تغير نبرة الصوت إلى نغمة جماعية أو رجولية عميقة، تقلبات سريعة في السلوك، قوى جسدية غير طبيعية، ومقاومة عنيفة لأي طقس ديني أو مقدس.
في الفلكلور المسيحي وطقوس طرد الأرواح (Exorcism)، يُعتبر وجود “Legion” من أخطر أنواع التلبس، لأنه لا يتطلب مواجهة كيان واحد بل مجموعة مترابطة تعمل كجيش منظّم. وتصف النصوص القديمة هذا النوع من التلبس بأنه مثل «الاحتلال الروحي»، إذ تصبح الضحية كأرض محاصرة من الداخل.
أما في الميتافيزيقا الباطنية، فيُنظر إلى الجحفل على أنه وعي جماعي مظلم، قد يتكوّن من أرواح مضطربة أو طاقات معادية تنجذب إلى شخص ضعيف الطاقة أو مكان ملوث روحياً. ولهذا يُستخدم في مواجهته مزيج من الطقوس المكثفة — مثل الحرق بالبخور المقدس، الصلوات الجماعية، أو التحصين المتكرر — وليس طقسًا فرديًا بسيطًا.
أصبح اسم “Legion” في الثقافة المعاصرة مرادفًا للرعب الكامن في تعدد الأصوات داخل الظلام؛ فبدل أن تواجه شيطانًا واحدًا، تجد نفسك أمام جحافل تتكلم بلسان واحد.