الطوطمية هي نظام رمزي وروحي قديم يقوم على الاعتقاد بوجود علاقة مقدسة بين جماعة بشرية وكائن طبيعي – قد يكون حيوانًا، نباتًا، أو حتى ظاهرة طبيعية – يُعرف باسم “الطوطم”. هذا الطوطم يُعتبر الرمز الحامي والهوية الروحية للجماعة، ويُعتقد أنه يربطها بعالم الأرواح والأسلاف.
الأصل والمفهوم:
جاء المصطلح من لغة الأوجيبوا (Ojibwa) من شعوب الهنود الحمر في أمريكا الشمالية، حيث تُلفظ الكلمة ototeman وتعني “قريبي” أو “من عائلتي الروحية”. ومع مرور الزمن، استخدم علماء الأنثروبولوجيا الكلمة لوصف أنظمة مماثلة ظهرت في قبائل أستراليا وإفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
الطوطم في البعد الروحي:
يُعتبر الطوطم جسرًا بين العالم المادي والعالم الروحي، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه “روح مرشدة” أو كائن أعلى يمنح القوة والحماية والتوازن. في بعض المعتقدات، يعتقد الفرد أن جزءًا من روحه متصل بروح الطوطم، وأن مصيره يرتبط بمصير ذلك الكائن.
أشكال الطواطم:
-
الطوطم الفردي: يمثل الروح الشخصية للفرد (كأن تكون روح الذئب أو الصقر).
-
الطوطم القبلي: يرمز إلى هوية جماعة كاملة (مثل “قبيلة النسر” أو “شعب الأفعى”).
-
الطواطم الطاقية: في الميتافيزيقا الحديثة، ترمز إلى الطاقات التي يحتاجها الإنسان للتوازن (مثل طوطم الغزال للسلام، أو النمر للقوة).
الجانب الماورائي:
يرتبط الطوطم بفكرة الاتحاد مع الطبيعة والوعي الجمعي. بعض المدارس الروحية ترى أن الطواطم هي تجليات لأرواح قديمة أو كائنات أثيرية من “العالم الحيواني الروحي”، وأن التواصل معها يتم عبر الأحلام أو التأمل.
في الأدب والأسطورة:
استُخدمت فكرة الطوطمية في العديد من القصص والأساطير لتفسير العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وغالبًا ما ارتبطت بالتحولات (shapeshifting) أو اللعنات التي تجعل الإنسان يتقمص شكل حيوانه الطوطمي، كما في قصص الذئب البشري أو النمر المتحول.
الرمزية:
الطوطمية تمثل الوحدة بين الإنسان والكون، وإدراك أن الروح ليست حبيسة الجسد، بل جزء من شبكة أوسع من الوعي تمتد عبر الكائنات والطبيعة.