علم القوى المجهولة – Occult

img
Jul
19

علم القوى المجهولة او كما يطلق عليها علم الغيبيات، المعروف بـ”Occult”، هو مجال واسع يضم مجموعة من الممارسات والمعتقدات التي تتعامل مع القوى الخارقة للطبيعة والظواهر التي لا يمكن تفسيرها بواسطة العلوم الطبيعية. يستكشف هذا المجال عوالم غير مرئية ومعرفة سرية يُعتقد أنها تؤثر على العالم المادي والروحي.

كلمة “Occult” تأتي من اللاتينية “occultus”، والتي تعني “مخفي” أو “سري”. اصطلاحاً، يشير الـ Occult إلى المعرفة أو القوى المخفية عن الحواس العادية والتي يمكن فهمها أو الوصول إليها من خلال وسائل غامضة أو سرية. يتناول هذا العلم ممارسات مثل السحر، التنجيم، الروحانية، السيمياء، والعلوم الباطنية.

 الجوانب الأساسية للـ Occult:

  • السحر

السحر هو استخدام الطقوس والرموز لتعزيز القوى الخارقة للطبيعة أو التأثير على العالم المادي. يتم استخدام السحر لتحقيق أغراض معينة مثل الشفاء، الحماية، أو جلب الحظ. يتنوع السحر بين الثقافات ويشمل مجموعة واسعة من الممارسات والطقوس.

  • التنجيم

التنجيم هو دراسة وتحليل تأثير الأجرام السماوية على الأحداث الأرضية وحياة الأفراد. يعتمد التنجيم على فكرة أن مواقع وحركات الكواكب والنجوم تؤثر على القدر والشخصية. يتم استخدام الخرائط الفلكية لتحديد الشخصيات والتنبؤ بالأحداث المستقبلية.

  • الروحانية

الروحانية تتضمن التواصل مع الأرواح والكيانات الأخرى من العوالم الغيبية. تشمل هذه الممارسات استحضار الأرواح، الوساطة الروحية، والأبحاث حول الحياة بعد الموت. الروحانيون يعتقدون بوجود عالم روحي يتفاعل مع العالم المادي.

  • السيمياء

السيمياء هي علم قديم يهدف إلى تحويل المواد البسيطة إلى معادن ثمينة، مثل تحويل الرصاص إلى ذهب، أو الحصول على إكسير الحياة الذي يمنح الخلود. تعتبر السيمياء مزيجاً من الفلسفة والكيمياء وتسعى لتحقيق الحكمة المطلقة.

  • العلوم الباطنية

العلوم الباطنية تدرس التعاليم والفلسفات التي تتناول الأسرار الغامضة والخفية للعالم. تشمل هذه العلوم البحث عن المعرفة السرية التي يُعتقد أنها تقود إلى الحكمة الروحية والقدرات الفائقة.

 تاريخ الـ Occult:

  • العصور القديمة

في العصور القديمة، كانت المعتقدات بالظواهر الخارقة جزءاً أساسياً من الحياة اليومية. استخدم المصريون القدماء السحر في طقوسهم الدينية، بينما طور الإغريق الفلسفات الباطنية والتنجيم كتفسير للعالم.

  • العصور الوسطى

خلال العصور الوسطى، زاد الاهتمام بالـ Occult وسط المناخ الديني الصارم. السيمياء والتنجيم كانتا منتشرتين بين العلماء والفلاسفة، وكانت الممارسات الروحانية مرتبطة بالبحث عن الحقيقة المطلقة.

  • عصر النهضة

شهد عصر النهضة انتعاشاً في الاهتمام بالـ Occult. حاول العلماء دمج العلم والسحر لاكتشاف أسرار الكون، معتمدين على النصوص الغامضة والمكتبات السرية.

  • العصر الحديث

في القرن التاسع عشر، استمر الاهتمام بالـ Occult، حيث انتشرت جمعيات سرية مثل جماعة الفجر الذهبي. في العصر الحديث، ظهرت حركات جديدة مثل الويكا وحركات الروحانية الحديثة، مما يعكس استمرار الاهتمام بالغيبيات.

 الـ Occult في أدب الرعب:

منذ بدايات أدب الرعب، تأثر بشكل كبير بعلم الغيبيات. روايات مثل “دراكولا” و”فرانكنشتاين” استخدمت عناصر الـ Occult لإثارة الفزع في نفوس القراء.

ففي القرن العشرين، تزايد الاهتمام بعلم الغيبيات في أدب الرعب. كتاب مثل إتش. بي. لافكرافت استخدموا عناصر مثل الطقوس السحرية والكيانات الغامضة لخلق أجواء مرعبة.

أما اليوم، فلا يزال الـ Occult يلعب دوراً مهماً في أدب الرعب. تستمر العديد من الروايات والأفلام في استكشاف العناصر الغامضة والخارقة للطبيعة، مما يعزز من جاذبية هذا النوع الأدبي.


علم الغيبيات يمثل جزءاً مهماً من التراث الثقافي والروحي للإنسانية. من خلال استكشاف القوى الغامضة والمجهولة، يقدم الـ Occult أدوات قوية لفهم العوالم الخفية التي تتجاوز الفهم العلمي التقليدي. يظل هذا العلم مجالاً غنياً بالاستكشاف، سواء في الأدب أو الفلسفة أو الممارسات الروحية.

عضو مؤسس | Website |  + posts

كاتب وباحث في علوم ما وراء الطبيعة والخوارق

وعلوم القوى المجهولة

error: Content is protected !!