
رواية «عزيف» للكاتب عمرو المنوفي تنتمي إلى أدب الرعب والغموض والإثارة وتُعد من الأعمال التي تمزج الخيال، الأساطير القديمة، الماورائيات، والصراع النفسي في حبكة واحدة مشوّقة. تدور أحداثها حول ظاهرة غامضة تُعرف باسم العزيف، وهو صوت أو همس مرتبط بالجن وبقوى خفية قديمة تقف وراء سلسلة من الأحداث المرعبة التي تواجه مجموعة من الشخصيات المختلفة.
الرواية تبدأ بصورة قوية حين ينبعث رعب داخلي في ذهن الراوي بعد ترديد عبارة «أنت التالي…» بصوت عالٍ وبطريقة لا إرادية، فيظهر حوله ضوء أحمر قوي ثم يتبدد، ما يثير في داخله أسئلة مقلقة عن الموت واللعنات القديمة ويجعله يشعر بأنه يحمل خاتم الموت نفسه.
البطل يتيم الأبوين يعيش مع جده الذي يتضح أنه يمارس السحر الأسود، وفي غرفته توجد بوابة يعتقد أنها تؤدي إلى عالم مظلم أو جحيم. تتشابك المصائر عندما تتبادل مجموعة من الأصدقاء الأدوار في مواجهة اللعنة المرتبطة بالعزيف، ويتصاعد القلق مع تصادم الخطايا البشرية، الشهوات، والخوف من ما لا يُرى.
الرواية تأخذ القارئ في رحلة بين الواقع وما وراء الطبيعة، إذ تنتقل الأحداث بين أماكن وأساطير مختلفة، وتشمل رحلة إلى مناطق تُعرف بتاريخها المرتبط بالسحر مثل المغرب وجبال الأطلس، وتطرح فكرة مخلوقات تسكن الأبعاد قبل وجود الإنسان. هذه العناصر تخلق جواً من التشويق المظلم يظلّ القارئ في حالة ترقّب لمعرفة سر العزيف وأثره الحقيقي على الأبطال.
يمكن اعتبار عزيف رواية رعب ذات بعد نفسي وفلسفي، لأنها لا تكتفي بإثارة الخوف فقط، بل تستفز التساؤل حول حدود المعرفة، الأساطير القديمة، وطبيعة القوى الخفية التي تؤثر على مصير الشخصيات.
الحساب الرئيسي في إضافة ملخصات الكتب في المكتبة - رابطة أدب الرعب

