
رواية «استحضار» للكاتب سامح شوقي هي عمل ينتمي بوضوح إلى تصنيف الرعب وما وراء الطبيعة، تطرح فكرة غامرة من بداية السطور الأولى وتُدخل القارئ في متاهة لا تخلُ من الغموض والتساؤل عن حدود الوجود والحياة والموت.
القصة تبدأ مع د. نزيه عبد الباسط علوان، عالم فيزياء مصري من أربعينيات القرن الماضي، تتغير حياته بشكل جذري بعد زيارة شخص غريب يُدعى جلال، يحمل معه ميراثًا مرعبًا: مذكرات وطقوس استحضار الأرواح تقلب المفاهيم التقليدية عن الموت والروح رأسًا على عقب.
من هنا يسير البطل في رحلة غير متوقعة بين المقابر المظلمة والشقق المهجورة والمكتبات القديمة التي تُخفي أسرارًا عن “العالم الآخر”، ما بين جلسات استحضار تُفتح أبوابها إلى ما هو أبعد من الوجود المادي، وبين تجربة كاميرا قديمة تلتقط ما لا يُرى بالعين.
مع تقدم الأحداث، يتساءل القارئ مع البطل عن حقيقة الأرواح: هل هي حقًا أرواح الموتى؟ أم أنها كيانات أخرى تخدع حواسنا، وتتوغل في عالمنا من خلال بوابات روحانية؟ الرواية تتعامل مع هذا السؤال بشكل فلسفي وكذلك بجرعة عالية من التشويق والرعب، وتطرح أيضًا تساؤلات عن العلاقة بين الإيمان، العلم، والمجهول.
التحول في حياة البطل لا يقتصر على مواجهة خرافة أو طقوس قديمة فحسب، بل يمتد إلى صراع داخلي بين العلم الذي يؤمن به وبين ما يراه من أحداث لا يمكن تفسيرها بعقلانية، مما يجعل الرواية تجسّد صراع العقل مع الخوف من الماورائيات.
باختصار، استحضار تأخذ القارئ في رحلة يمزج فيها الرعب بالغموض، ويقف عند تقاطع العلم والدين والأساطير، لتكشف أن الثابت والغير مرئي قد يكون أقرب مما نعتقد.
الحساب الرئيسي في إضافة ملخصات الكتب في المكتبة - رابطة أدب الرعب

