
رواية «أقدار سفلية» للكاتب محمد حمد كمال هي عمل من أدب الغموض والرعب يدمج بين الماورائيات والعنف غير المفسّر في إطار سرد تشويقي يصعق القارئ من الصفحة الأولى. تبدأ القصة بصورة صادمة لا تُنسى: جثة أم وطفلتها ملقاة في سرير، مفصولتا الرأس عن الجسد بطريقة مروعة وغير منطقية، إذ وُضع رأس الأم بجانب جسم الابنة، ورأس الابنة بجانب جسم الأم، ما يجعل المشهد يتجاوز حدود العقل في تعبيره عن العنف والغموض ويُمهّد لرحلة مليئة بالرعب غير المريح والغرائبية.
تتوالى الأحداث من تلك اللحظة المثيرة إلى سلسلة من الجرائم الغريبة والتغيرات النفسية التي تصيب من يقتربون من القضية؛ إذ يدخل الضابط أيمن في تحقيق يبدو في بدايته تقليديًا، لكنه سرعان ما يتحوّل إلى مأساة متشابكة تشمل لعنة أو قاعدة خفية تمتدّ إلى أصدقاء وأطباء ومحققين آخرين، ما يطرح السؤال حول ما إذا كانت هذه الأحداث مجرد سلسلة جرائم عادية أم أنها نتاج قوى مظلمة تفرض نفسها على الأبطال بلا رحمة.
الرواية تصنّف ضمن الرعب والغموض الماورائي، وتُعرف بأسلوبها الذي يجمع بين التشويق الجنائي والكوابيس، مع أوصاف حية للمشاهد الصادمة التي تجعل القارئ يعيش التجربة لا كمتفرّج فقط، بل كمن يشعر بوقع الخوف مع كل صفحة. الحبكة تطرح أسئلة عن القدر، الشرّ، والعنف الذي لا يمكن تفسيره بالعقل وحده، فيجعلها أكثر من مجرد قصة رعب عادية، بل تجربة نفسية وغموضية تشدّ القارئ حتى نهايتها — والتي يُلاحظ كثير من القرّاء أنها نهاية مفتوحة تترك مجالًا للتفكير في ما وراء الأحداث.
الحساب الرئيسي في إضافة ملخصات الكتب في المكتبة - رابطة أدب الرعب

