
يوسف وسوسن، في عمق رحلتهما المحفوفة بالمخاطر، يتابعان بحثهما الدؤوب ضد الكيان المظلم الذي يثير الرعب في كل حقبة من التاريخ. هذا الكيان، الذي يُعرف فقط بـ “الشيء”، هو أصل كل الكوارث والدمار الذي اجتاحت البشرية.
الأسطورة القديمة التي يتناولها راسبوتين، والتي توحي بأن هذا الكيان جاء من عالم آخر، تقول إن “الشيء” ظهر في لحظة غيرت كل شيء، حيث ذابت الحدود بين عالمنا والعوالم الأخرى. وفقاً لهذه النظرية، فإن هذا الكيان جاء عبر طقوس مظلمة تتغذى على الأوقات الضائعة، ويظهر في كل فترات الدماء والمجازر، حيثما نجد الظلام يسود التاريخ. لا يمكننا إلا أن نجد “الشيء” يلوح في الأفق، يحاول البقاء في كل فترة زمنية مظلمة.
تجربة الدكتور مجدي، المجنون الذي خلع رأس ابنه بمطرقة، كانت خطوة في طقوس مظلمة بحثاً عن “الشيء”. كان مجدي، الذي لم يكن يعلم أن ابنه هو تجسيد لهذا الكيان، يعتقد أن العثور على “الشيء” سيمنحه القدرة على فهم أسرار التاريخ بشكل خارق، ليصبح عالماً عبقرياً ومشهوراً. لكن الواقع كان أكثر رعباً مما توقع، فقد كان كل ما حدث، كما نرى في رواية “صانع الظلام”، نتيجة للعبث المروع الذي قام به.
الآن، بينما يتوغل يوسف وسوسن في أعماق هذا السر المظلم، يدركان أن المواجهة ليست مجرد صراع مع قوى خارقة، بل مع كيان ذو أبعاد لا يمكن تصورها، يتلاعب بمصير البشرية من خلال أحلك فصول التاريخ. كل خطوة يخطوانها تقربهما أكثر إلى مواجهة النهاية التي لم يكن بإمكانهما تصورها، بينما “الشيء” يواصل تمزيق النسيج الزمني وينشر الرعب في كل زمان ومكان.
الحساب الرئيسي في إضافة ملخصات الكتب في المكتبة - رابطة أدب الرعب