
لطالما كانت غرف الفنادق الملعونة موطنًا للتخيلات الأكثر رعباً وجاذبية لعشاق الأدب والأسرار الغامضة. أينما تطأ قدماك أرضية تلك الغرف، لا يمكنك أن تتجنب التفكير في من سبقك، فقد يكون نزيلها السابق مصاباً بالجثام، أو هارباً من مصحة السُل، أو حتى سفاحاً يذبح ضحاياه وسط أروقتها المظلمة.
كنت دائماً مشدوداً لتلك القصص الغامضة التي يرويها الكبار، الذين عاشوا طويلاً، واكتسبوا من الخبرة ما يجعلهم يروون ما لا يمكن تخيله. أتذكر جدتي، وهي تسرد لي مغامرات جدها مع النداهة، وكيف لمحها ذات ليلة بينما كان عائداً متأخراً من أحد الأفراح. كما كانت تروي عن الرجال الذين يرتدون الأبيض، الذين يحرسون قريتهم عند شروق الفجر.
وفي هذه المجموعة المروّعة، يقودنا الراوي عم جمال الصواف، ليأخذنا في رحلة عبر أروقة فندق صيفي يديره الخواجة مايكل، حيث تكمن في زواياه غرفة شنيعة، غرفة 207. عم جمال، عامل الاستقبال في الفندق، هو أول من يستقبل النزلاء بابتسامة زائفة أحياناً، وبملامح تملق أحياناً أخرى، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالغرفة 207، التي يفضل إبقاء الحديث عنها إلى أدنى حد ممكن.
تلك الغرفة ليست مجرد مساحة مغلقة؛ بل تُعتبر فجوة مظلمة بين الحياة والموت، بين عالم البشر وعالم الماورائيات. إن أساطير الفندق تدور حول غرفة 207 كأنها البوابة إلى عالم الأشباح، عالم مسكون بالأسرار والأهوال.
نرى في هذه الغرفة الملعونة اثني عشر قصة مرعبة، كل منها يروي تجربة نزيل مختلف: من الأسرة العادية التي جاءت لقضاء عطلتها الصيفية، إلى الرجل الغريب الأطوار الذي يزين جسده بالوشوم ويضع قرطاً في أذنه. كل قصة تحمل بين طياتها لمحات من الرعب الغامض الذي يختبئ خلف أبواب غرفة 207، حيث يختلط الخوف بالترقب، ويصبح كل ظل وكل همسة لغزاً مروعاً.
الحساب الرئيسي في إضافة ملخصات الكتب في المكتبة - رابطة أدب الرعب
								
