رواية: سقم

يعود “صديقنا” من جديد، صاحب حساب “فضفضة غريبة”، ليقدم لنا حكاية غامضة ومبهمة تأخذنا إلى فترة الثمانينات، حيث تتداخل الأسرار والأقدار. تروي القصة عائلة “سلمى”، التي تعيش حياة هادئة ظاهريًا، مع والدها ووالدتها، لكن الأمور تتغير بشكل دراماتيكي عندما تدخل شقيقتها “هناء” الصورة. هناء، الفتاة الجميلة المدللة، تُعتبر روح البيت، ولكنها تخفي خلف ابتسامتها شيئًا غير مُدرك.

تبدأ الأحداث في لحظة غير متوقعة، عندما يرتفع صوت المطرب “عبدالله الرويشد” من غرفة هناء، حيث تغني بفرح: “وإنتي (بعيونج) لي وطن … مسحووور”. لكن، فجأة، يتحول الفرح إلى رعب، إذ تصرخ هناء صرخة مدوية وتسقط، وجسدها ينتفض كما لو كان تحت تأثير قوة غامضة. في تلك اللحظة، تتحول عيناها إلى سوادٍ حالك، مما يثير الفزع في قلب سلمى.

تبدأ سلسلة من الأحداث الغريبة التي تتعقب هناء وسلمى، حيث تشعر العائلة أن شيئًا مظلمًا يكتنف أقدارهم. في تلك الفترة، كانت الفتيات تحت ضغط الزواج، وكانت هناك توقعات صارمة حول “السن المناسب”. لكن ما الذي يخفيه الماضي عن هناء؟ تتناثر حولها قصص غامضة مثل قصة “حصة” التي وقعت في حب مستحيل، وقصة “ماجد” وزوجته “لولوة” اللذين تحملوا معاناة الحب.

كلما تعمقت سلمى في هذه الأحداث، كلما شعرت بأن هناك خيوطًا خفية تربط بين تلك القصص، شيئًا أكبر من أن يُدرك. كل محاولة لفهم ما يجري حول هناء تقودها إلى المزيد من الغموض، تاركةً أسئلة بلا أجوبة.

تتشابك خيوط الحب والخوف والغموض، ليصبح المنزل مسرحًا لأسرار عائلية مدفونة، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والخيال. هل ستكون سلمى قادرة على كشف هذا الغموض، أم أن الأسرار ستبقى محبوسة في ظلام الماضي؟ هذه الحكاية تأخذنا في رحلة مظلمة، تحمل في طياتها المزيد من الرعب والغرائب.