رواية: شياطين الهيماء

في ليلة شتوية باردة، تحت السماء الملبدة بالغيوم، قررت مجموعة من الأصدقاء أن يخوضوا مغامرة التخييم في البر. كان يوم الخميس، ومن بين الأصدقاء كان هناك أوس وجراح وخالد وفراس وعامر ومنصور. بعد عشاء دافئ ولذيذ، اجتمعوا حول النار المشتعلة التي أضاءت الظلام، وبدأ كل منهم يسرد القصص المخيفة التي مر بها في حياته. قصص عن الجن والشياطين، وعن البيوت المهجورة التي دخلها كل واحد منهم في مغامرات غريبة، حتى تكاد لا تصدقها الأذن.

ومع مرور الوقت، تواصلت السهرة المثيرة، والأجواء كانت محملة بالرهبة والترقب. لكن لم يكن أحدهم يعلم أن هذه الليلة ستكون بداية لشيء لم يتوقعوه أبدًا. في صباح الجمعة، وبعد أن انهوا ليلتهم المثيرة، اضطُر كل منهم للعودة إلى المدينة بسبب بعض الأعمال والمشاغل التي كانت تنتظرهم في بيوتهم وأعمالهم. ومع ذلك، كانت قلوبهم لا تزال متشبثة بنيران المخيم.

عادوا إلى المخيم في وقت لاحق، لكنهم لم يتوقعوا أن يعيدهم القدر إلى هناك مرة أخرى. عندما وصلوا، بدأ كل شيء يبدو مختلفًا. المكان أصبح غريبًا، وكأن شيئًا قد تغيّر فيه. أصوات الرياح تعوي بين الأشجار، والظلال تتحرك بشكل غير طبيعي. وبينما كانوا يستعدون لإشعال النار من جديد، بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة تأتي من بعيد، وكأن هناك من يراقبهم.

كل واحد منهم كان يعتقد أنه مجرد تخيلات، ولكن سرعان ما بدأت الحقائق تتداخل مع الخيال، وبدأت الأحداث تأخذ منحى مرعبًا لم يكن في الحسبان. اختفى أحدهم دون أن يترك أثراً، وآخرون بدأوا يرون كائنات غريبة تتحرك حولهم، وكلما اقتربوا من معرفة الحقيقة، ابتعدوا أكثر عن أمانهم. كانت الأجواء مليئة بالرعب، والخوف يتسلل إلى قلوبهم.

مَن وراء كل هذه الأحداث؟ ولماذا كل هذه الظواهر الغريبة التي تُحيط بهم؟ من هذا الكائن المجهول الذي يلاحقهم في الظلام؟ كانوا يظنون أنهم مجرد مجموعة من الأصدقاء يقضون وقتًا ممتعًا في البر، لكن ما اكتشفوه كان أكثر رعبًا مما تخيلوا. سر كبير يحيط بهم، ومصير غامض ينتظرهم.