
رواية «عزيف» للكاتب عمرو المنوفي تنتمي إلى أدب الرعب العربي الحديث، وهي من الأعمال التي تمزج بين الرعب النفسي والخيال الماورائي. تبدأ الحكاية بأجواء غامضة منذ السطر الأول، حين يسمع البطل جملة مريبة توحي بأنه سيكون الضحية التالية. من هذه اللحظة يتورط في سلسلة من الأحداث المظلمة المرتبطة بماضٍ عائلي غريب. يعيش البطل مع جده الذي يبدو في البداية رجلاً عادياً، لكن يتضح لاحقاً أنه يخفي أسراراً مخيفة تتعلق بالسحر الأسود وبوابة لعالم آخر لا يجرؤ الكثير على الاقتراب منه.
تتصاعد الأحداث حين يبدأ البطل في ملاحظة مظاهر غير طبيعية داخل البيت، منها رموز غامضة وأصوات غير بشرية ووجود كيان خفي يطارده. مع مرور الوقت يكتشف أن عائلته مرتبطة بلعنة قديمة، وأن ما يجري له ليس صدفة، بل امتداد لسلسلة من الطقوس القديمة التي تفتح ما يشبه بوابة نحو عوالم أخرى. يتشابك الماضي بالحاضر بطريقة متوترة، ليصبح البطل بين خيارين: الانصياع للقدر المظلم أو كسر الحلقة التي حاصرته منذ ولادته.
أسلوب الرواية يعتمد على بناء الرعب تدريجياً، فلا يقدم كل الأسرار دفعة واحدة، بل يكشفها طبقة بعد طبقة، مما يخلق جواً خانقاً من الترقب. العالم الذي يقدمه الكاتب قائم على مزيج من الأساطير الشعبية، السحر، اللعنات القديمة، والرموز التي تحمل معاني مخيفة. هناك أيضاً بعد نفسي واضح، إذ لا يكون الشر في الخارج فقط، بل في داخل الشخصيات أيضاً.
الرواية تطرح فكرة الصراع بين الإرث المظلم الذي يولد مع الإنسان وبين اختياره الحر لمصيره، وتعكس مخاوف الإنسان من الماضي ومن المجهول ومن اللعنات التي لا يفهمها. هي عمل يلامس خيال القارئ لكنه لا ينفصل عن الواقع كلياً، مما يجعل الرعب فيها أكثر قرباً وتأثيراً.
الحساب الرئيسي في إضافة ملخصات الكتب في المكتبة - رابطة أدب الرعب
								
