رواية: ذاتوي

رواية «ذاتوي» للكاتب محمد عصمت هي عمل يمزج بين الرعب والدراما النفسية والغموض ضمن حبكة مشوقة تطرح فكرة غير تقليدية في الأدب العربي. تبدأ الرواية بجريمة قتل بشعة ومعقدة، وعلى غير المتوقع يكون المتهم الوحيد طفل لا يتجاوز الثالثة من عمره، وهو ما يُربك التحقيق لأن كل الأدلة تشير إليه رغم صغر سنه وظروفه الغريبة. مع تقدم الأحداث تتكشف جرائم قتل أخرى تلاحقه أينما حلّ، ويترافق ذلك مع سلوكيات غير طبيعية وصرخات وحركات غير بشرية تصدر عن الطفل، مما يدفع المحقق إلى محاولة التوفيق بين المنطق الواقعي وبين مشاهد تبدو خارجة عن نطاق العقل. يبدو أن هذه الجرائم لا تنتمي إلى البشر فحسب، بل تحمل دلالات غير مفهومة وغريبة تجذب القارئ نحو العديد من الأسئلة حول ما إذا كان ما يحدث طبيعيًا أم مرتبطًا بعوامل نفسية أو غامضة.

في الرواية يدخل القارئ في توتر مستمر بين فرضيات التحقيق الجنائي الواقعي، وفرضيات أخرى تشير إلى ما هو غير معتاد أو ما وراء الطبيعة، بينما يحاول المحقق أن يرسو بأدلته على شواطئ الواقعية. القصة لا تقتصر على مجرد جريمة واحدة، بل تتوسع لتشمل مواقف وأحداث تتحدى المنطق، وتُظهر أن ما يحدث قد يكون أكثر تعقيدًا مما يبدو لأول وهلة.

تصنيف رواية «ذاتوي» يقع ضمن الرعب والغموض والتشويق النفسي، لأنها تجمع بين عناصر الرعب الحقيقي من خلال الجريمة والطفل المتهم الغامض، وبين التحقيق وجوانب التشويق النفسية التي تخلق حالة من الاستفهام والتوتر لدى القارئ طوال القراءة.